(مجلة فتح – العدد 762)
من موقع إلى آخر تنقل العمل الفدائي خلال الأشهر الماضية من عام 2023، ليؤكد أن الجرائم ضد شعبنا لن تمر دون عقاب، وأن للاحتلال كلفة باهظة.
ومن بين عشرات العمليات، شهد العام الجاري سبع عمليات نوعية، منها ستة نفذها فدائيون فلسطينيون، والسابعة جاءت ببصمة مجند مصري، ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وأدّت هذه العمليتان لمقتل 24 «إسرائيليًّا»، أعلاها بعدد القتلى عملية الشهيد خيري علقم في القدس في 27 يناير، وأسفرت عن 7 قتلى و12 إصابة.
جاء في الترتيب الثاني للعمليات النوعية، عملية الشهيدين مهند شحادة وخالد صباح، حينما أطلقا لسلاحهما العنان لمجابهة الاحتلال ودحره عن أرضنا ومقدساتنا، وأسفرت عمليتهما قرب مستوطن «عيلي» بين رام الله ونابلس، عن 4 قتلى و4 جرحى في صفوف الاحتلال، في الـ20 من يونيو الماضي.
وأسفرت عملية الدهس البطولية التي نفذها الشهيد حسين قراقع في القدس في العاشر من فبراير الماضي، عن ثلاثة قتلى و6 جرحى من المستوطنين.
كما أوقعت عملية الشهيدين القساميين حسن قطناني ومعاذ المصري في منطقة الأغوار، والتي أدت أيضاً إلى 3 قتلى صهاينة، في السابع من أبريل الماضي.
وفي الثالث من يونيو نفذ الشهيد المصري محمد صلاح عملية بطولية قرب الحدود المصرية أدّت لمقتل ثلاثة جنودٍ «إسرائيليين» وإصابة اثنين.
وفتح الشهيد عبد الفتاح خروشة باكورة الأعمال البطولية في حوارة، عقب تنفيذه عملية جريئة في منطقة أمنية حساسة للاحتلال، وأسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين في السادس والعشرين من فبراير.
وفي التاسع عشر من أغسطس، جاءت عملية حوارة الأخيرة والتي انسحب منفذها بسلام، بعد إطلاق النار صوب مستوطنين اثنين وقتلهما، ضمن حالة المقاومة المتصاعدة في البلدة الفلسطينية الواقعة جنوب نابلس.
وتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الأسبوع الماضي، حيث أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة العديد من المستوطنين والجنود.
وخلال المدة ما بين 18-08-2023 حتى 24-08-2023، 215 عملاً مقاوماً، بينها 18 عملية إطلاق نار وعملية طعن.
الإرهاب «الإسرائيلي».. ملف الأسرى الفلسطينيين نموذجاً
تزايدت الاعتداءات «الإسرائيلية» على الأسرى الفلسطينيين خلال فترة حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، فقد لا يخلو يوم من عمر هذه الحكومة البالغ 8 أشهر من دون تسجيل اعتداءات واضحة وصريحة ضد الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 5 آلاف أسير.
وازداد الأمر خطورةً مع منهجة سياسات التضييق على حياتهم المعيشية من خلال خطة فاشية يقودها وزير الأمن القومي «الإسرائيلي» إيتمار بن غفير، تعتمد على تنفيذ سلسلة من الإجراءات العنصرية بحق الأسرى في سجون الاحتلال، بدأت بإغلاق مخابز «الخبز العربي» للأسرى في السجون، وتقليص استخدام الحمامات، وذلّ قادة الحركة الأسيرة، واعتداءات وحدات القمع التابعة لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المتكررة على الأسرى الفلسطينيين جسدياً، والتي كان آخرها اقتحام قسمي 3 و4 من سجن النقب ونقل الأسرى القابعين فيه، وسط حالة من التوتر الشديد داخل السجن، ناهيك بتصويت الكنيست الصهيوني بالقراءة التمهيدية على قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين.
في خلاصة الأمر، إن وزير الأمن القومي في حكومة العدو بن غفير؛ الفاشي الديني الذي قُدمت ضده 50 لائحة اتهام، منها 8 تهم جنائية، إلى جانب أعمال الشغب والتحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابيّة، والذي صرَّح «أن الأسرى الفلسطينيين الأمنيين يستحقون عقوبة الإعدام، لكن يجب معاملتهم كمخربين حتى صدور حكم الإعدام»، هو المسؤول الأول عن التعامل مع الأسرى الفلسطينيين داخل حكومة العدو.
لا يمكن فصل ما يدور من إرهاب صهيوني ضد الأسرى عن المتغيرات الطارئة في مشهدين خارجيين. الأول هو تشكيل حكومة «إسرائيلية» تعتبر الأكثر تطرفاً وإرهاباً وفاشيةً في تاريخ حكومات العدو السابقة. وتحمل أجندات أيديولوجية دينية عنصرية وفاشية ضمن غالب مكوناتها السياسية المقررة فيها.
ويُضاف إلى ذلك أيضاً ديماغوجية إيتمار بن غفير الإعلامية وتصريحاته الفاشية تجاه الأسرى الفلسطينيين أثناء حملته الانتخابية، وقدرته على تحويل تلك الفاشية الديماغوجية إلى بنود في الاتفاق الائتلافي لتشكيل الحكومة، بمعنى أن تلك الفاشية تجاه الأسرى الفلسطينيين باتت سياسات موجبة لحكومة العدو، أوضح مثال على ذلك هو قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي قدمه بن غفير، والذي استطاع أن يشمله ضمن إطار صفقة تشكيل الائتلاف الحكومي لحكومة نتنياهو السادسة، الأمر الذي يوضح سبب تصديق اللجنة الوزارية لشؤون التشريع على مشروع القانون قبل تقديمه للهيئة العامة للكنيست التصويت، والذي صوَّت لمصلحته 55 عضواً في الكنيست، وعارضه 9 أعضاء فقط.
السياسة «الإسرائيلية» الفاشية ضد الأسرى الفلسطينيين ليست جديدة، ولكن في ظل الحكومة الحالية، اتخذت مناحي أكثر خطورة وخطوات أكثر تسارعاً في تنفيذها من دون أي مانع قانوني من المحاكم «الإسرائيلية» أو أي رادع للاعتبارات السياسية لصورة الكيان الديمقراطية المزورة أمام المجتمع الدولي ومؤسساته القانونية، الأمر الَّذي يبرز في أحد جوانبه تداعيات التعديلات القضائية الجديدة التي اعتبرها حكومة نتنياهو السادسة أهم مشروع استراتيجي لها.
الثاني هو فشل الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» وجيش العدو في مواجهة حالة المقاومة المتنامية في الضفة الغربية، والتي حولتها إلى ساحة مواجهة واشتباك مستمر مع الاحتلال وقطعان مستوطنين، الأمر الذي انعكس على زيادة أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومعتقلاته، فقد لا يخلو يوم من دون حملات اعتقال وملاحقة للشباب الفلسطيني.
وهنا، تتضاعف إشكالية ما يعرف بالاعتقال الإداري كسيف مسلّط على رقاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، والذي يتم بموجبه اعتقال الفلسطيني من دون تقديم لائحة اتهام، ولا يحق له معرفة أسباب لاعتقاله، إذ بلغ أعداد الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية حالياً 1200 أسير من دون لائحة اتهام، بحيث بات ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال معتقلين إداريين (بناءً على أوامر إدارية تصدر عن وزارة أمن الاحتلال).
هل بدأت حكومة المستوطنين التحضير لإقامة الهيكل المزعوم؟!
كشف تحقيق لقناة عبرية، عن تورط حكومة العدو الصهيوني في خطوات التحضير لإقامة «الهيكل الثالث» مكان مسجد قبة الصخرة في باحات المسجد الأقصى.
وجاء في التحقيق الذي نشرته القناة «12 العبرية»، أن مدير عام وزارة شؤون القدس في حكومة الاحتلال أشرف مباشرة على جلب 4 عجول «حمراء» قبل وذلك تمهيداً لحرقها على جبل الزيتون المقابل للمسجد الأقصى إيذاناً ببدء طقوس إقامة الهيكل الثالث.
وبين التحقيق أنه جرى اختيار العجول الأربعة من عدة مزارع في الولايات المتحدة ضمن مواصفات خاصة تنص عليها الكتب اليهودية، حيث جرى جلب العجول بالطائرة وليس عبر البواخر كما هو متعارف عليه ويبلغ عمرها حوالي العام ونصف حيث تنص الكتب الدينية اليهودية على ضرورة أن تكمل العجول عامها الثاني تمهيداً لحرقها وذر رمادها قبالة المسجد الأقصى.
وأشارت القناة إلى أنه وفي اللحظة التي يتم فيها ذر رماد البقرة على الجبل المذكور فسيكسر الحاجز الذي يمنع آلاف اليهود من اقتحام المسجد الاقصى ومنها اليهود المتدينون من طائفة «الحريديم».
وقالت القناة إن حكومة العدو ضالعة في تمويل مشروع استيراد العجول وتربيتها حيث رصدت ميزانية بالملايين لهذه الغاية.
في حين أقام المستوطنون في مستوطنة «شيلو» شمالي رام الله مهرجاناً مؤخراً والذي يحاكي بناء الهيكل الثالث على أنقاض مسجد قبة الصخرة، حيث اشتمل المهرجان على فقرة حرق بقرة حمراء قبيل البدء ببناء الهيكل.
ولفت التقرير إلى أن أشهر معدودة تفصلنا عن حرق العجول.