(عن عكا للشؤون الإسرائيلية)
(مجلة فتح العدد – 761)
في تقييم للوضع نُشر يوم الخميس19/7، من قبل باحثين من مركز ألما لدراسة التحديات الأمنية في الشمال، لوحظ أن حزب الله وخلال الشهر والنصف الماضيين يعمل على خلق احتكاك والتصعيد في مناطق الخلاف على «لخط الأزرق»- الخط الفاصل بين الكيان ولبنان -حسب قرار مجلس الأمن الدولي- وتأتي ذلك على خلفية الأحداث العديدة التي وقعت على الحدود بين الكيان ولبنان.
«قفزة إلى الأمام». بعض احداث الشهر الماضي على الحدود اللبنانية
وذكر معهد الأبحاث في الجليل أن تلك المناطق، وعددها 13، هي التي أشعلت الأحداث بين لبنان و«إسرائيل». ووقعت بداية الأحداث، التي تعتبر بحسب باحثي المعهد «قفزة إلى الأمام وتوجهًا سيستمر في التصعيد»، في شهر يونيو مع الكشف عن اجتياح مقاتلي حزب الله للأراضي «السيادية التابعة لإسرائيل» في جبل دوف وإقامة خيمتين كانتا تديرهما القوات المسلحة. لكن البعض سيقول إن بداية التصعيد كانت عبارة عن وابل من 34 صاروخًا تم إطلاقها على «إسرائيل» من لبنان في حوالي نصف ساعة يوم السادس من شهر أبريل، وهو أعنف وابل يُرى على الحدود الشمالية منذ عام 2006، أيام حرب لبنان الثانية. وهذا ما تبدو عليه ثلاثة أشهر من التصعيد الذي اشتد في الشهر الماضي.
نقطة الخلاف بين لبنان والكيان على الحدود الشمالية
6 نيسان/ أبريل: إطلاق 34 صاروخًا على الكيان من لبنان، تم اعتراض 25 منها، وانفجار خمسة أخرى في الأراضي «الإسرائيلية». وقال المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» الجنرال دانيال هاجري: إن إطلاق الصواريخ من لبنان كان من قبل عناصر «حماس» ، ورد الجيش «الإسرائيلي» ليلاً بقصف ثلاثة أهداف لحركة «حماس» في المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ. وبحسب التقارير الواردة في لبنان، تركزت الهجمات على مخيم الراشدية للاجئين بالقرب من صور اللبنانية – وألحقت أضرار بالمنازل والبنية التحتية.
28 نيسان/ أبريل: وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، قام بجولة على الجانب اللبناني من الحدود «الإسرائيلية» اللبنانية، بعد ساعات قليلة من لقائه مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
21 مايو/ أيار: حزب الله أنهى مناورة خاصة على الحدود الشمالية، واستعراض تفاخر للقوة أمام الجيش «الإسرائيلي». المناورة تحاكي هجوماً على مستوطنات «إسرائيلية» واختطاف أسرى. وأظهرت الصور والفيديوهات التي وزعت من المناورة استخدام الطائرات بدون طيار وراكبي الدراجات النارية والأعلام «الإسرائيلية» ورموز نجمة داود – التي استُهدفت بإطلاق النار.
7 حزيران (يونيو): واجهت جرافة تابعة للجيش «الإسرائيلي» كانت تقوم بنشاط روتيني لترسيم الحدود بمنطقة قريبة من قرية كفر شوبا اللبنانية، مدنيين من لبنان اقتربوا منها عمدًا.
9 حزيران/ يونيو: أفادت شبكة الميادين اللبنانية عن واقعة غير عادية نسبياً بين الجيش «الإسرائيلي» والجيش اللبناني، حيث تلقى جندي لبناني تعليمات بتوجيه قذيفة آر بي جي على دبابة وجيب «إسرائيليين». وبحسب الجيش «الإسرائيلي»، بدأ الحادث عندما تعمد اللبنانيون التدخل في عمل الجيش «الإسرائيلي».
15 حزيران/ يونيو: وجه رئيس مجلس «ماتولا»، ديفيد أزولاي، رسالة احتجاجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وسفير «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان ووزير الخارجية إيلي كوهين وطالبهم بالتدخل لوقف الاستفزازات اللبنانية، بعد تفجير لبنانيين ألغام دون سابق انذار
21 حزيران (يونيو): أكد الجيش «الإسرائيلي» ما ورد في وسائل الإعلام عن نصب حزب الله لخيمتين على الحدود عند جبل دوف. وبحسب وثيقة نشرها سفير «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، فإن الخيمة الأولى شُيدت على الأرض في وقت مبكر من 12 مايو، أما الثانية فقد تم تشيدها في 31 مايو.
وقبل نحو أسبوعين، تم تفكيك إحدى الخيام من قبل عناصر حزب الله وأبقوا على الثانية. ومع ذلك، لم يتغير عدد العناصر الموجودين في الخيمة الذي يتراوح عددهم ما بين ستة وثمانية رجال مسلحين.
6 يوليو/ تموز: انفجار صاروخ مضاد للدبابات أطلق من لبنان على الأراضي «الإسرائيلية» بالقرب من قرية الغجر القريبة من الحدود، وردت «إسرائيل» بإطلاق قرابة 20 قذيفة مدفعية على مناطق مفتوحة في المنطقة.
12 تموز/ يوليو: في الذكرى السابعة عشرة لاندلاع حرب لبنان الثانية، أجبر الجيش «الإسرائيلي» عناصر حزب الله الذين اقتربوا من السياج الحدودي مع لبنان وحاولوا تخريبه. وأكد الجيش أن الأمر لا يتعلق بتصعيد أو تفجيرات في المنطقة.
في نفس الوقت الذي وقع فيه الحادث في المنطقة المذكورة، أشعل اللبنانيون الألعاب النارية هناك واقتربوا من السياج – قبل أن يطلق الجيش «الإسرائيلي» النار في الهواء ويفرقهم، وبحسب التقارير الواردة في لبنان، تواجدت قوات اليونيفيل والجيش اللبناني في المنطقة وأبعدوا المدنيين. وفي المقابل قام بعض اللبنانيين بتخريب كاميرات المراقبة على الحدود بالقرب من بوابة فاطمة بالقرب من المطلة.
في مناطق النزاع الأخرى في القطاع الشرقي والغربي من الحدود اللبنانية، يقود عناصر حزب الله محاولات تخريب الجدار، وإشعال النار داخل الأراضي «الإسرائيلية»، في سياق تقييم الوضع، ذكر فريق البحث في مركز ألما أنه في رأيهم «حزب الله سينفذ عملية هجومية مباشرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، بالقرب من السياج، مع التركيز على إحدى المناطق المتنازع عليها».
من جهته، قال ديفيد أزولاي، رئيس مجلس ماتولا، إن الجانب الآخر من الحدود لا يظهرون أي خوف من الجيش. وأضاف أن «اتفاق 1701 الذي تم التوصل إليه في نهاية حرب لبنان الثانية، والذي صادف أمس 17 عامًا، انتهى وحذف. حتى حزب الله أوضح أن إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد عليه».
تحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عن التوترات على الحدود اللبنانية، قائلًا إن «كل من يدعي أننا نصبنا الخيام وردًا على ذلك «إسرائيل» نصبت السياج، هذا غير صحيح. السياج قائم منذ عام. عمليًا لا توجد خيمتان، هناك خيمة واحدة فقط على التراب اللبناني. الخيمة الثانية حسب الخط الحدودي بشكل عام على أرض لبنانية ولا خلاف في ذلك».
وبعث نصر الله برسالة تهديد ضمنيًا إلى «إسرائيل» بشأن قضية الخيام: «إذا كانت إسرائيل هي نفس إسرائيل، مع الجيش غير المهزوم، ولبنان هو نفس لبنان الذي- يمكن احتلاله بفرقة عسكرية-، أقول لهم الوضع ليس هو نفسه، وإسرائيل لن تفعل، فهي تعلم أن هذا شيء لن يتم الرد عليه في صمت، ويعرف شعبنا ما يجب عليهم فعله إذا تحركوا ضد الخيمة».