حديث الوطن: خيار المقاومة ضد الاحتلال يتجسد في كل الساحات

بقلم الأخ/ محمد أبو زهرة/ أبو إياد

         عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة

في الرابع من حزيران لهذا العام كانت المفاجأة، حيث جاءت الضربة لهذا الكيان في سيناء من قبل جندي مصري بطل، تمكن من قتل ثلاثة جنود صهاينة في عملية نوعية مخطط لها، لم يستطع العدو فيها أن يجمع جثث قتلاه إلا بعد خمسة ساعات من الاشتباك وبعد إرسال التعزيزات التي أصيب فيها قائدهم بجروح وتنتهي المعركة باستشهاد محمد صلاح، هذا الجندي المصري الذي تمرد على اتفاقية كامب ديفيد ورفضاً لنهج التصالح مع الأعداء، حيث أظهرت هذه العملية الوضع الهش بشكل عام في جيش العدو، وهذه الحوادث سوف تستمر بفعل التآكل في بنية تشكيلاته.

لقد تصادف توقيت هذه العملية مع ذكرى حرب حزيران عام 1967، والتي تمكن فيها العدو من احتلال الضفة الغربية والجولان وسيناء، وكان الهدف من هذه الحرب ليس فقط احتلال الأرض بل إسقاط القيادتين السياسيتين في مصر وسورية، وكاد أن ينجح هذا الاستهداف في مصر بعد تنحي الرئيس جمال عبد الناصر وتحمله مسؤولية الهزيمة، إلا أن شعب مصر الذي أحبه خرج في مظاهرات يومي 10-11 حزيران 67، رداً على الهزيمة ورفضاً لكل أشكالها ومضامينها ومواصلة المواجهة دفاعاً عن الأرض والسيادة، وإصراراً على مواصلة المعركة بقيادة جمال عبد الناصر، أما في سورية فلقد واصل حزب البعث قيادته للدولة  متجاوزاً آثار المعركة ومستفيداً من الأخطاء التي حصلت في تلك الحرب فكانت الحركة التصحيحية عام 1970، والتي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد، حيث تم العمل والتنسيق بين مصر وسورية لخوض حرب تشرين عام 1973، حيث تمكن الجيشان من اجتياز خط بارليف على قناة السويس وخط آلون في هضبة الجولان وإحداث هزيمة كبيرة لدى جيش العدو وتحرير جزء من الأراضي شرق القناة وفي هضبة الجولان ولولا وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية من قبل الرئيس السادات دون التنسيق مع  الجيش العربي السوري لكانت النتائج أفضل بكثير.

أما بالنسبة لفلسطين فلقد التقط شعبنا وقواه السياسية والوطنية اللحظة التاريخية التي شكلتها هزيمة 67 وأخذ قضيته الوطنية والقومية بيديه، وتحملت حركته الوطنية المعاصرة مسؤولياتها الكبيرة في إعلان المقاومة المسلحة التي أعادت فلسطين إلى الخارطة بقيادة منظمة التحرير كممثل شرعي وحيد.

ويشهد حزيران عام 1982، أيضاً اجتياحاً صهيونياً للبنان مستهدفاً السيطرة على الأرض وإجبار حكومته على توقيع اتفاقية سلام على غرار اتفاقية كامب ديفيد وكذلك القضاء على قوات منظمة التحرير الفلسطينية وإجبارها على الخروج من لبنان وأيضاً إيقاع الخسائر بالجيش السوري وإجباره على الانسحاب من الأراضي اللبنانية، ولكن كانت النتائج على عكس ما خطط له العدو، فلقد كان هناك تصدي بطولي وإرادة قتال، وملاحم عز وشرف سطرها المقاتلون الفلسطينيون واللبنانيون والسوريون في أماكن عديدة منها قلعة شقيف والرشيدية وعين الحلوة وصيدا وخلدة والسلطان يعقوب والمتحف إلخ… وتم مواجهة العدو بكل بسالة خلال حصار بيروت حيث قاتل الجميع بشرف.

وكان من نتائج هذه المعركة خروج بعض القوات لمنظمة التحرير استجابة لشروط الأعداء ولكن بقي آخرون من الفصائل الفلسطينية وواصلوا القتال إلى جانب المقاومين اللبنانيين والجيش العربي السوري وكان من نتيجة ذلك طرد قوات الاحتلال بعد ثمانية عشر عاماً من التضحيات قادها حزب الله وكان هذا الانسحاب دون قيد أو شرط ولأول مرة يتراجع العدو عن أرض احتلها وتتراجع معها أطماعه في قيام (إسرائيل العظمى).

ولقد كان من دروس هذه الحرب أن الحقوق لن تُستعاد إلا بالقوة والمقاومة، أما خيار المفاوضات والتنازلات فلن تؤدي إلا إلى ضياع الحقوق.

لقد تلقف شعبنا نتائج هذه الحرب في لبنان فكانت انتفاضة الأقصى عام 2000، وشهدت أرض الوطن عمليات فدائية واستشهادية ضد الغزاة المحتلين والتي كان من نتائجها إجبار العدو على مغادرة قطاع غزة عام 2005، واستمرار المواجهات مع هذا الكيان وصولاً إلى معارك سيف القدس ووحدة الساحات وثأر الأحرار التي استخدمت فيها الصواريخ بكثافة، كما تشكلت في الضفة كتائب المقاومة في جنين ونابلس وطولكرم وازدادت العمليات الاستشهادية الفردية ضد قوى الاحتلال ومستوطنيه.

تعاظم محور المقاومة من طهران إلى سورية ولبنان وفلسطين والعراق واليمن وتثبيت استراتيجية الردع المقاوم بوحدة الساحات في مقابل التراجع الصهيوني، هذه الإستراتيجية التي ستصل بنا إلى النصر القادم، وهذا يستوجب التخلي عن الرهان على المفاوضات والوعود الأمريكية والتخلي عن اتفاق أوسلو على طريق تطوير المقاومة لمناضلي شعبنا وبناء جبهة وطنية مقاومة تقود المسيرة نحو النصر.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

الأخ/ أبو عمر المصري يشارك في المؤتمر الصحفي للأمناء العامين

  شارك الأخ أبو عمر المصري عضو اللجنة المركزية، مسؤول الإعلام والدراسات الفلسطينية في حركة …

آخر الأخبار