تستعد عصابات الهيكل الصهيونية، لتنفيذ أكبر عملية اقتحام للمسجد الأقصى، ضمن ما يعرف بـ”مسيرة الأعلام”، في الثامن عشر من الشهر الجاري، احياء لذكرى “توحيد القدس”، في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس المحتلة.
“تعال وكن جزءا من التاريخ، عبر تحطيم رقم قياسي جديد على جبل الهيكل”.. بهذه العبارة التحريضية تشجع جماعات الهيكل المزعوم أنصارها للمشاركة في اقتحام جماعي مركزي للمسجد الأقصى، إذ أطلقت عدادًا تنازليًا، لحشد 5 آلاف مستوطن للمشاركة في تنفيذ عدوانها واقتحاماتها.
وتحتفل هذه العصابات سنويا بهذا اليوم في مسيرات سميّت بـ”مسيرات الأعلام”، وترفع فيه الأعلام العبرية في البلدة القديمة، وكانت سببا عام 2021 في اندلاع مواجهة عسكرية واسعة مع غزة عرفت بـ”سيف القدس”، ولا تزال تداعياتها متواصلة حتى بعد عامين على اندلاعها.
الاحتفال بهذا اليوم يجري بمسيرة استفزازية في البلدة القديمة، بمشاركة آلاف المستوطنين، وسط إجراءات مشددة تفرضها شرطة الاحتلال على المقدسيين، ناهيك عما يشهده المسجد الأقصى من اقتحامات جماعية، وأداء صلوات وطقوس تلمودية فيه.
وانطلقت دعوات فلسطينية، للحشد والنفير في باحات الأقصى، لحمايته وإحباط اقتحامات المستوطنين، مؤكدة أن الحرب الدينية على المقدسات الإسلامية لا تهدأ.
جماعات الهيكل تستخدم أسلوباً همجياً وعبر القوة العسكرية المفرطة بدعم الجيش وقوات الشرطة، في محاولة سافرة لاقتحام البلدة القديمة والوصول للمسجد الأقصى.
هذه الجماعات تعدّ احتلالها للجزء الشرقي من المدينة معجزة، وتحرص فيه على تقديم القرابين والبدء بطقوس من الصراخ، وتبدأ بتحشيد المتطرفين من الشطر الغربي لباب العامود ثم الطريق المؤدي لحائط البراق.
الجماعات الصهيونية تريد اقتحاماً تاريخياً غير مسبوق يفوق العام الماضي الذي شارك فيه 1670، مشددًا أن الرباط الفلسطيني في السنوات الأخيرة نجح في تحقيق الإرادة الفلسطينية بمواجهة هذه المحاولات ودفع العصابات للتراجع عن مواقفها.
عصابات الاستيطان ستحاول اقتحام منطقة البلدة القديمة وصولا لباب العامود؛ ليعبروا عن عجرفتهم واحتفالهم بما يسمى “استقلال دولتهم المزعومة”.
“سيفعل الاحتلال ما بوسعه لاقتحام البلدة القديمة؛ لكنه لن ينجح في اقتحام الأقصى؛ لأنه لن يستطيع تأمينها”.
خطورة الاحتفال بهذا اليوم، تأتي لأن الهدف منه استهداف الجذور الأساسية لمدينة القدس والأقصى، في محاولة مزعومة لفرض ما يسمى بـ”السيادة المطلقة”.
هذا اليوم له بعد استراتيجي في العقلية الصهيونية، “فهي معنية بإظهار المدينة وكأنها يهودية بكل جوانبها”.