“مؤثرات اديولوجية في ادب الطفل العبري”

سلام شما

يؤدي الادب والمناهج  التعليمية دورا مهما في التعبير عن اديولوجية المجتمع وروحه ،للتعليم الدور الاهم  والمباشر  والكتابة الادبية بمجمل اشكالها تقوم بتنظيم الاديولوجيا  ووضعها بشكل جديد هو (النص الادبي) تدان  علاقة الادب بلاديولوجيا عندما تمس الطفولة  وتكون النصوص مشحونة بمنظومة افكار وقيم متصلة بالسياسة او بسلوك جماعة عنصرية غالبا

يعد ادب الطفل من الفنون الحديثة مقارنة بادب الكبار كان لجان جاك روسو قسطا وافرا من المساهمة في تطويره وفتح الباب لكتاب كثر لابداع ادب خاص بالطفل يتناسب مع عقول الاطفال،ويشترط هذا الادب ان يكون مصدرا لافكار واحاسيس تتفق مع مدارك الاطفال التربوية واللغوية مما يساعد في خلق التفاعل بين النص الادبي والطفل نفسه

وما اعطى ادب الطفل مكانته البارزة في منظومة التنشئة الاجتماعية هو مايحفل به من قيم ومبادىء تتسرب لوجدان الطفل وتشكل شخصيته ومعتقداته والطفل كالصفحة البيضاء ننقش عليها مانريد بيسر وسهولة.

الامر كله سيختلف في القراءة والبحث ضمن ادب الطفل العبري ،

حيث هدفت الحركة الصهيونية منذ بداية عملها لاقامة كيان من خلال اجراءات سياسية عسكرية مصحوبة بالبعد الثقافي ،حيث تسير التربية الوجدانية بخط مواز مع التربية العسكرية(الكاتب السيد نجم)

وبرز الاهتمام بالطفل لدى الصهاينة بعد اعلان دولتهم 1948

كون هذا النشىء هو الذي سيحمل معتقداتهم ويرسخها

يقول بن غورين احد مؤسسي دولة اسرائيل لن يكون هناك مستقبل للحركة الصهيونية بدون ثقافة وتربية عبرية لكل مواطن  يهودي

اذا  فقد انساق وتوجه هذا الادب  مع المنظومة العسكرية وخرج عن المالوف  بتضمينه مشاهد عنصرية وعدائية تحرض على العنف والقتل ضاربا بعرض الحائط اهداف من قبيل تخليص  الطفل من الانفعالات الزائدة وتنمية قواعد السلوك وتهذيب الاخلاق مستبعدين حق الاطفال في ادب هادف وصافي ينأى عن العنصرية ويحقق لهم  رغباتهم الفكرية واللغوية والنفسية بعيدا عن العنف

تناول ادباء كثر ادب الطفل شعرا وقصصا منهم (عجنون ونحاليم بياليك ) هدفو منها لاثارة النوستاليجيا وهو مصطلح يستخدم لوصف الحنين الى الماضي ومعاناة الشخص اثر حنينه ذاك

فيلجأون لاي قناة لشحن وتعبئة الاطفال  ليتشكل لديهم هذا الحنين الذي يخدم الرواية الصهيونية ،ويوظف الرمز التلمودي التوراتي لاستقطاب اليهود.

والجهود كثيرة لتحقيق الكيان غايته  مثال ماقامت به جامعة حيفا بعقد لقاءات مع كبار الشخصيات الادبية يحضرها الاطفال لتوسيع مداركهم وزيادة تجاربهم الحياتية

 كما خصصو مؤتمرا دوليا لادب الطفل وادرجو البحث فيه كجزء مهم لدراسة الادب والثقافة  في  اسرائيل

وهذا الادب كغيره من الاداب مر بمراحل من اللغة الركيكة والاعتماد على الترجمات ليصبح متداولا باللغة العبرية الام وكان نقطة تحول هامة للاعتماد على اللغة العبرية وتطويرها بعد ان كانت مهملة وشبه ميتة

يقول الكاتب العبري لابين:ماذا يمكن ان اقرء لوكنت طفلا عبريايعيش هذا الواقع ،نحن نعيش في صراع مع العرب ضمت حقول الدم ، فمن واجبنا الابتعاد عن كتابة القصص الجميلة والطيور والازهار ،هذا سيوقعنا في كارثة عندما يتفاجىء الطفل العبري بهكذا حرب ، ويفقد ثقته بنفسه وينهار وهذا تضليل لانسمح به.

تتشدق كولدا مائير بالقاء اللوم وعدم غفرانها للعرب ذنب ان الاطفال الاسرائيلين لايتعلمون سوى قتل العرب

الناقدة تامرا روز تقول :الظاهرة التي تهزنا بعنف هي تخاطف ابنائنا للروايات التي تصور اليهود جبابرة يهزمون العرب الجبناء مهما كان عددهم هؤلاء الذين يقومون بقتل اليهود فقط لاجل المتعة.

والقراءات سترشدنا الى نوعين من العنف

-عنف مادي يتمثل باغتصاب الاراضي والتحريض على العمليات الارهابية

-معنوي يتمثل بتزييف الحقائق ومحاولة جعل اليهود هم الاحق بلارض ، لينشا الطفل متشبعا بهذا المفهوم ومن ثم بناء جيل مؤمن بلاديولوجيا الصهيونية وعنصريتها.

وبناء على ارتباط هذا الادب بلاحداث السياسية والصراع الطويل فهو لم يسر بنفس الوتيرة ، فقد اختلف ماقبل حرب 1973عما بعده بعد الهزيمة الاسرائيلية على يد الجيش المصري فكان جل تركيزهم على احداث الحروب التي حققوا فيها انتصاراتهم في (1948-1967).

والصورة النمطية العربية كما اكدها كوهين احد المحاضرين في جامعة حيفا من خلال بحث اجراه على 500 طالب هي ضمن تشويه ممنهج للعربي فالروايات بكثرتها عملت على حشو ذهن النشىء العبري بقباحة العرب وضرورة كرههم كشر يتربص بهم لانجاة منهم الا بقتلهم

قصة (القصة والامير)للقاص يوري ايفانز،قالت لي الصغيرة من سرق القمر من سماءنا واحلامنا فقلت العرب

رواية العاشق -الطريق الى عين حاروت- ابتسامة الجدي كل منها ركزت على جوانب معينة في الشخصية العربية

من اكثر الصور التي ركز عليها الروائيون العبريون واستغلوها لتشويه صورة العربي بشكل لا انساني هو موضوع الجنس فجعلو منه كائنا يسعى وراء غرائزه الحيوانية وحسب

العرب يظلمون الفتاة ويجعلونها سلعة للبيع لايستشيرونها في امورها حتى الزواج

العربي لايعرف الاخلاص وان اخلص فلمصلحة ما

الجندي العربي في رواياتهم هو الجبان الهارب ما ان تبدا المعركة حتى يلقي بسلاحه ويفر واليهودي هو المنتصر القوي غالبا

فالتشويه كان خارجيا :قبيح قذر عيناه قاسيتان متسخ الثياب لايعرف الاستحمام بدوي في الصحراء يمتطي الجمال فلايحق له امتلاك المدن والاراضي عكس اليهودي المتحضر

وتشويه فكري لمعتقداته واديولوجيته:

فهو ممسوح العقل غبي ذليل كاذب جشع حقود غادر تستولي عليه غريزة الثأر لايعرف الامنطق القوة والقتل

وقد اثارت تصريحات الحاخام عوفادوباسون العنصرية عام 2001موجة غضب عارمة حيث وصف العرب بانهم اولاد افاعي والله قد ندم لانه خلقهم

وماصرح به موشيه ديان :قتل العرب هو قدر جيلنا.

لايخلو الامر من شهادة شاهد من اهله تحدث فيها كتاب بعض الروايات القليلة جدا عن الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، الاانها لم تكن ذات تاثير ملحوظ مقارنة بتلك القوة المؤثرة والاكثر تداولا ودعما

يقول يوشع سوبول في مسرحيته( الوطني )الصهاينة متعصبون وقتلة يتفننون بقتل العربي دون رحمة كانهم مجردون من اي شعور انساني

ومن الممكن اجمال اهداف الطفل العبري بعدة نقاط:

1-البحث عن الذات اليهوديه وتشجيع الاستيطان.

2-مفهوم القومية اليهوديه والشعب اليهودي الواحد.

3-كره العربي وخاصة الفلسطيني وجعله العدو الاوحد لليهود.

4-تكريس فكرة اليهود اصحاب الارض والهيكل المزعوم والعرب دخلاء على الارض وبوعد الهي فلسطين تخص اليهود وحدهم وهم شعب مختار من الله متفوق على من عاداه

5-تزكية الروح الدينية وربطها بالبعد الاستراتيجي للصهيونية.

6- اثبات ان اليهود هم ضحايا التاريخ وغرس مفهوم اضطهادهم في النصوص المقدمة لاطفالهم.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

في ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني مقام الشهيد في الأغنية الفلسطينية هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي في ليلة لا تنتهي هذا هو العرس الفلسطيني

موسى مراغة ( مجلة فتح العدد – 757 ) كان الشهيد ولا يزال مصدر فخر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار