حديث الوطن: حكومة العدو في أزمة..تصاعد عمل المقاومة في الضفة والقدس هل تتجه منطقتنا نحو الانفجار الكبير؟!

بقلم: الأخ محمد أبو زهرة/ أبو إياد

           مسؤول الاعلام والدراسات

(مجلة قتح العدد – 758)

عشية تشكيل حكومة  الكيان الحالية وهي تواجه الأزمات على أكثر من صعيد، سواء من المعارضة الداخلية أو حتى من أعضاء الحكومة نفسها وكذلك العلاقات المتوترة بسبب الصلاحيات التي لم يتم تحديدها أو تعريفها بشكل صحيح بين وزير المالية سموترتيش وبين وزير الحرب غالانتسي، والمشكلة الأخرى تتعلق بوزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الذي بنى قوته السياسية والتنظيمية على مجموعة هائلة من التوقعات التي حددها للتعامل مع (الإرهاب) ولكن الحملات الانتخابية شيء والواقع شيء آخر، فلقد شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأسابيع الأخيرة تزايداً  في عدد الهجمات النضالية وكان الرد عليها من قبل العدو ضعيفاً، وعلى سبيل المثال سقط أحد عشر قتيلاً من جنود العدو ومستوطنيه خلال سبعة عشر يوماً مما اغضب الوزير المتطرف بن غفير والذي هدد بأن على (إسرائيل) تغيير سياستها بشكل جذري أو سيضطر إلى تغيير كل شيء، وهكذا يتضح أن الحكومة اليمنية المتطرفة تواجه الكثير من الألغام كل واحد منها قادر على أن يفككها في ظل احتجاجات ضخمة ومخاطر اقتصادية كبيرة، وبالمقابل تشهد المناطق الفلسطينية المحتلة انتفاضة عارمة حيث شهدت شوارع القدس المحتلة في الآونة الأخيرة عمليات فدائية نوعية وجهت صفعة قاسية لوزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال ليلاقي صفعة أخرى من الجمهور الصهيوني الذي حمّله مسؤوليه فشل الحكومة الأمني، مما اضطره إلى إطلاق عملية سور واقي ثانية تستهدف مدينة القدس بشكل خاص، سواء بتقليص هوامش حركة أهل المدينة والتضييق على السكان وفرض العقوبات الجماعية على كل ما هو فلسطيني في مدينة القدس، بينما يعمل أهلها الصامدون لتحويل الضغط الموجه إليهم لأن يكون سببا لانفجار كبير وواسع، إذا ما أصر الوزير المتطرف على المضي في خطته العدوانية على الرغم من حساسية الأشهر القادمة التي تحمل  كل بذور التصعيد حيث صادق الكنيست الصهيوني على مشروع قانون الحرمان من الجنسية أو الاقامة لأي منفذ لعملية فدائية من الفلسطينيين في مناطق عام 1948، وسيتم ترحيله إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة، وتهدف حكومة نتنياهو من وراء القانون لفصل فلسطينيي المدن المحتلة عام 48 عن باقي مكونات الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تستمر فيه مجازر العدو ضد أهلنا في مخيم جنين ومخيم عقبة جبر وفي نابلس مما يؤكد أن هذا العدو مستمر في مضاعفة عدوانه الشامل على شعبنا واستباحة الأرض والمقدسات وتشديد الحصار والاعتداء على الأسرى وتسريع وتيرة الاستيطان حيث قوبلت هذه الاجراءات بعمليات نوعية بطولية منها على سبيل المثال عملية اطلاق النار المباشر من قبل البطل عدي التميمي ثم عملية الشهيد البطل خيري علقم، وعملية البطل حسن قراقع والتي أوقعت في العدو خسائر كبيرة بين قتيل وجريح وفي وصف لرئيس وكالة المخابرات الأمريكية لهذا الوضع المتفجر في الأراضي المحتلة بأنه شبيه لتلك الفترة التي سبقت اندلاع الانتفاضة الثانية.

وفي ضوء هذه الظروف جاء وزير الخارجية الأمريكي إلى الأراضي المحتلة لتعزيز التفاهمات بين السلطة والكيان على أساس وقف الاجراءات الأحادية الجانب من كلا الجانبين لمنع تصعيد الصراع.

واستجابت السلطة الفلسطينية مجدداً لتلك الوعود وتوصلت إلى تفاهمات مع حكومة الاحتلال بضغوط أمريكية لخفض التوترات ومنع التصعيد الأمني الواسع في الضفة والقدس المحتلتين، كما تراجعت السلطة عن طلب عقد جلسة لمجلس الأمن للتصويت على إدانة اللاستيطان واكتفت بصدور بيان رئاسي غير ملزم. مع العلم أن التجارب السابقة مع هذا الاحتلال كانت قد أكدت عدم التزامه بأي تعهدات أو قرارات بل يستغلها لمضاعفة عدوانه على شعبنا، واستباحة الأرض والمقدسات، وفي موازاة ذلك رفض شعبنا أي تفاهمات أو التزامات مع هذا العدو المجرم وأعلن المواجهة الشاملة في كل الميادين.

لقد أدرك العدو أنه بانتظار أحداث أمنية خطيرة قد يواجهها في الأشهر القادمة سواء بالضفة الغربية والقدس أو في قطاع غزة، حيث أعلن العدو أنه يستعد لشن عملية عسكرية في قطاع غزة أو باتجاه لبنان.

لقد فاجأت تهديدات السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير العدو قبل الصديق، لما تضمنته من مواقف قد تكون مقدمة لإشعال حرب شاملة في كل المنطقة، ويناقش العدو الصهيوني حول امكانيات حزب الله في الذهاب إلى خيار الحرب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، وفي ظل الخلافات بين القوى اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية، وهناك رهانات في الأوساط الأمريكية وأتباعها إلى الضغط المكثف على الوضع اللبناني وإحداث الفوضى ستدفع الحزب للقبول بالشروط الأمريكية قبل الوصول إلى الارتطام الكبير، وهذا يعني أن القرار بالتوجه نحو الفوضى في لبنان، يستهدف الحزب وبيئته قبل كل شيء، وفيما يعاني اللبنانيون من الجوع وارتفاع سعر الدولار ينعم الكيان بتصدير النفط والغاز من حقل كاريش بينما لم يجري استخراج النفط حتى  الآن من قبل لبنان الذي يعاني من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وهذا مخالف للوعود التي أطلقها السيد حسن نصر الله بأن الاتفاق سيفتح الباب لازدهار لبنان، وفي ظل هذه المعطيات تأتي تهديدات السيد حسن نصر الله بالذهاب إلى الحرب، وكأنها رسالة واضحة للداخل والخارج بأن أي رهانات على الفوضى والتفجير والحرب ضد الحزب وحلفائه في لبنان والمنطقة لن يتم السكوت عنها وأن غداً لناظره قريب.

وبالمقابل نرى أن الكيان الصهيوني مستمر في تصعيد عدوانه سواء داخل فلسطين أو باتجاه سورية، وعلى شكل غارات جوية تستهدف أهدافاً حيوية فيها حيث كان آخرها تلك الغارة التي استهدفت مساكن المدنيين في كفر سوسة وترافق ذلك مع هجمات لداعش في صحراء دير الزور والتي سقط فيها أكثر من أربعة وخمسين شهيداً، مما يعني الاستمرار بالضغط على موقف سورية الشجاع ودورها الاستراتيجي في محور المقاومة وهي التي تواجه الآثار المترتبة على الزلزال الكبير الذي ضرب جنوب تركيا ومحافظة حلب وإدلب واللاذقية وشمال سورية.

ويعتقد العدو الصهيوني أن الضغط العسكري على سورية سيضاعف من معاناة السوريين في ظل الحصار والعقوبات الأمريكية الظالمة.

وفي نفس الوقت يشن العدو الصهيوني حربه الأمنية على  الجمهورية الإسلامية في إيران سواء على شكل اغتيالات لكبار القادة والعلماء، أو بالقصف بالمسيرات كما حدث في أصفهان أو بإحداث الفوضى في الداخل الإيراني وصولاً إلى الاستعداد لضرب المفاعلات النووية الإيرانية، وبالمقابل هناك ردود عسكرية وأمنية غير معلنة من قبل إيران ضد الكيان الصهيوني، كما أن هناك تصاعداً في عمليات المقاومة في داخل فلسطين المحتلة لردع العدو ومنعه من تغيير قواعد الاشتباك حيث وصلت رسالة السيد نصر الله لمن يعنيهم الأمر بأن محور المقاومة مستعد لكل الحسابات بما في ذلك حساب المواجهة وعطفاً على ذلك فقد أعلن السيد عبد الملك الحوثي استعداد اليمن للمشاركة في معركة تحرير فلسطين رسمياً وشعبياً خاصة بعد تعافي اليمن وإجبار العدو على الهدنة والتي لن تستكمل إلا بفك الحصار عن اليمن ودفع التعويضات من قبل المعتدين والحفاظ على ثروات وسيادة اليمن.

وما تشهده اليوم في فلسطين من تنامي أعمال المقاومة والتصدي لقوات الاحتلال وتشكيل كتائب عرين الأسود في معظم مدن الضفة الغربية لتشكل انجازاً نوعياً إلى جانب فصائل المقاومة في قطاع غزة التي امتلكت عشرات الآلاف من المقاتلين المستعدين للخروج من القطاع لقتال العدو في أراضيهم التي هجر منها أجدادهم وبتنا نسمع اليوم وسائل الإعلام العبرية وهي تتحدث على لسان مسؤول كبير: «إن الأحداث القادمة قد تشعل النار بالمنطقة كلها ونحن نستعد لكل الاحتمالات».

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

الأخ أبو حازم يزور مؤسسة القدس الدولية و يلتقي الدكتور خلف المفتاح

 (مجلة فتح العدد – 761) استقبل الدكتور خلف المفتاح؛ المدير العام لمؤسسة القدس الدولية (سورية)، …

آخر الأخبار