إعداد علي محمد
تجمعهم وحدة الدم والهوية والمصير، التقى الفلسطينيون في أرض فلسطين التاريخية بأكملها عام 2022 على خيار المقاومة بأنواعها كافة، في مرحلة كشف فيها الاحتلال عن عنصرية صريحة وفاشية حقيقية
وشهد عام 2022 تصاعداً في أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة خاصةً في الضفة والقدس المحتلتين في وقت لا تزال غزة المحاصرة تشكل شوكةً في حلق الاحتلال الصهيوني، وأرض 48 تعاني عدوانا أبرز صوره الجريمة المنظمة.
وجسدت المقاومة الشعبية والمسلحة ممثلة بكتيبة جنين ونابلس وعرين الأسود نموذجاً في العام الماضي، لمقاومة الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين نفذت خلالها مئات عمليات المقاومة
وجسدت ظاهرة تصاعد أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة حالة تفاعل من الشبان الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل؛ رفضاً للاحتلال والعدوان المكثف بحق الأرض والإنسان والمقدسات
إن أهم ما ميز عام 2022م هو ميلاد نقلات نوعية في مقاومة الاحتلال عكست ارتفاع وتيرة التحدي بالضفة المحتلة
عمليات المقاومة في الضفة
شكلت عمليات المقاومة في الضفة وغيرها من أعمال المقاومة التي هزت أرجاء الكيان في كافة المناطق رقما صعبنا يصعب على الاحتلال ، تصديقه كونها اعتبرت أن الخسائر في صفوف الاحتلال العام الجاري بلغ 31 قتيلاً إسرائيليا بعد 22 عملية فدائية كبيرة نفذت كالتالي -عملية «بئر السبع» 22 مارس …المكان : بئر السبع …منفذ العملية : محمد أبو القيعان
الحصيلة أربعة قتلى إسرائيليين
عملية «الخضيرة»27 مارس …المكان : الخضيرة -منفذ العملية: أيمن وإبراهيم إغبارية مقتل جنديين إسرائيليين
عملية «رمات غان»29 مارس …المكان: «بئر السبع» و«الخضيرة -منفذ العملية : ضياء حمارشة -مقتل 5 مستوطنين إسرائيليين
عملية «تل أبيب» 7 أبريل… المكان: شارع «ديزنغوف» في تل أبيب -منفذ العملية : رعد خازم- مقتل 3 إسرائيليين
عملية «أريئيل» 28 أبريل…المكان مستوطنة «أريئيل»- منفذ العملية : محمد صوف مقتل حارس أمن
عملية «العاد» 5 أيار…المكان: بلدة «إلعاد» شرق تل أبيب- منفذا العملية : أسعد الرفاعي وصبحي أبو شقير -مقتل 3 مستوطنين
عملية «حاجز شعفاط» 8 أكتوبر.. المكان: حاجز شعفاط …منفذ العملية : عدي التميمي مقتل مجندة إسرائيلية
عملية «غور الأردن» 4 سبتمبر… المكان :حافلة في غور الأردن- منفذا العملية : وليد ومحمد تركمان- إصابة 7 إسرائيليين
إطلاق نار حاجز «الجلمة» 14 سبتمبر… المكان: حاجز جلمة- فرار المنفذين- قتل ضابط إسرائيلي
عملية الخليل 29 أكتوبر…المكان : مستوطنة «كريات أربع» -منفذ العملية : محمد الجعبري مقتل مستوطن
عملية سلفيت 25 نوفمبر… المكان: مستوطنة «أرئيل» -منفذ العملية : محمد صوف مقتل 3 مستوطنين
عملية القدس المزدوجة 23 تشرين الثاني …المكان: محطة حافلات بالقدس منفذ العملية : ادعاء الاحتلال القبض على منفذ العملية هو محمد أبو قطيش(16 عاما)
31 قتيلا «إسرائيليًّا» خلال علميات المقاومة بـ2022
قتل 31 إسرائيليًّا أغلبهم من الجنود، وأصيب أكثر من 500 منذ بداية العام 2022؛ جراء تنفيذ أكثر من 10777 عملًا فدائيًّا، منها 731 عملية إطلاق نار، وأكثر من 52 عملية دعس أو طعن
ونقل موقع والا العبري، عن جيش الاحتلال قوله إن منطقة الضفة الغربية شهدت 285 عملية إطلاق نار من مقاومين فلسطينيين خلال 2022، مقابل 61 خلال 2021، و31 خلال 2020 و19 فقط خلال 2019
وأشارت بيانات جيش الاحتلال إلى أنه وفي عام 2022 كان هناك 7589 عملية رشق حجارة، مقارنة بـ 3805 في عام 2021، كما حدثت زيادة في عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة، والتي بلغت 1,268 خلال 2022، مقارنة بـ 1022 في عام
الأسرى
بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، نحو (4760) أسيراً، وذلك حتّى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، من بينهم (29) أسيرة، ونحو (160) قاصرًا، و(840) معتقلًا إداريًّا من بينهم ثلاث أسيرات، وأربعة أطفال
فيما بلغ عدد أسرى الداخل المحتل 100 أسير، و400 أسير من القدس المحتلة، فيما بلغ عدد أسرى قطاع غزة 200 أسير ، فيما بلغ عدد الأسرى القدامى قبل أوسلو 25، بالإضافة لـ551 أسيراً محكومين مدى الحياة، و314 أسيراً قضوا أكثر من 20 سنة، و39 أسيراً قضوا أكثر من 25 سنة
العام 2022 الأسوأ منذ 1967 بشـــأن الاستيطان
سجل نفسه الأول بين أقرانه السابقين كأكثرهم استيطاناً وتوغلاً في الأرض الفلسطينية في مدن الضفة الفلسطينية المحتلة
فعام 2022، ساهمت خلاله حكومة الاحتلال الصهيونية بقيادة المتطرف اليميني « نفتالي بينيت»، والذي أعلن فيه اعتزاله الحياة السياسية، والتنازل عن قيادة الحكومة لـ «يائير لابيد» تبني جملةً من التدابير التمييزية التي تستهدف تعزيز مشاريعها الاستيطانية وتوطيدها، وتشجيع المستوطنين على الإقامة في المستوطنات من خلال مجموعةٍ متنوعةٍ من الحوافز التي تقدّمها لهم
لقد وافق الكيان الصهيوني على تراخيص بناء لـ12 ألفا و934 وحدة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، مقابل هدم 318 منزلا و583 منشأة فلسطينية
شهد عام 2022م، توسع في نفود المستوطنات من 3.1 من مساحة الضفة إلى 9.1 بالمائة، بالإضافة لتزايد في أعداد البؤر الاستيطانية والبالغ عددها 220 بؤرة استيطانية غر مرخصة من حكومة الاحتلال الصهيوني
و شهد أيضا إصدار عشرات الأوامر العسكرية «الإسرائيلية»، بينها أوامر بتوسيع نفوذ المستوطنات (المساحات التي يمكن البناء عليها) وبناء جسور وشق طرق تهدف إلى ربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض وربطها بالكيان الصهيوني
وفي نوفمبر الماضي 2022، أعلن وزير حرب المنتهية ولايته بني غانتس مصادقته على آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس
كما أن اعتداءات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين في الضفة زادت في خلال عام 2022، ففي الأعوام السابقة كانت اعتداءات المستوطنين من اقتحام لأرض زراعية أو أغلق شارع ومهاجمة سكانه يستمر لدقائق معدودة، لكن عام 2022، كانت تتجاوز مدة تنفيذ اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه الساعات
القدس: 19 شهيدا وأكثر من ألفي مصاب و300 عملية هدم خلال العام المنصرم
ارتقى خلال العام 2022، 19 شهيدًا في القدس المحتلة من بينهم الصحافية شيرين أبو عاقلة والطفل يامن جفال
وما تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (23) شهيدًا مقدسيًا، منهم (19) شهيدًا في ثلاجات الاحتلال
تم رصد نحو (2486) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي والاعتداءات الجسدية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين
الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك
وتصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المُبارك خلال عام 2022، إذ تم رصد (60,089 مستوطنًا) اقتحموا باحاته خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر علنّية
شهد عام 2022 عدوان وتهويد صهيوني لمقدسات مدينة القدس المحتلة وتعزيز للاستيطان، وفق مخطط حكومة الاحتلال ودعم وتنفيذ جمعيات يهودية متطرفة
وتنوع التهويد ما بين تكثيف الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى والعدوان على المقدسات المسيحية والإسلامية وكثرت معه مظاهر مستحدثة في الأماكن المقدسة والبلدة القديمة
وتخلل الاقتحامات صلوات يهودية وطقوس تلمودية مثل تقديم القرابين والنفخ في البوق ونشر صور عارية لإسرائيليات في المسجد الأقصى لإثبات أن مرافق القدس والأقصى جزء من تفاصيل الحياة اليومية الإسرائيلية
قديماً كانت جمعيات الاستيطان والمتطرفين الصهاينة يقدمون مكافآت وحوافز لكنها اليوم تجري بتكرار وتصاعد كبير وصلت بعضها لـ500 شيكل لكل مشارك في الاقتحامات لذا زادت الأعداد المقتحمة التي تحميها الشرطة
وأضحى وزراء وضباط كبير في جيش وأمن وشرطة الاحتلال يخطبون ودّ قادة الجمعيات المتطرفة قائدة الاقتحامات والتهويد ويدعمون الاستيطان وفق خطة اليمين المتطرف التي توغلت بقوة وهيمنت على القرار في «الكنيست» وائتلاف الحكومات «الإسرائيلية»
لم تتجرأ جماعيات المتطرفين والاستيطان قديماً عن ممارسة طقوس توراتية وتلمودية دينية بشكل علني نوعت فيه ما بين الصلوات وتقديم القرابين والنفخ في البوق مؤذنّة باقتراب حلم إقامة الهيكل المزعوم
إن مشهد التهويد بدأ يُظهر لباس الكهنة الأبيض الذي يرتدوه في باحات الأقصى بينما النفخ في البوق يجري للمرة الأولى منذ احتلال القدس عام 67 وهو إشارة لانتهاء حقبة وبدء حقبة جديدة في العقيدة اليهودية
يستلقى المصلون اليهود في باحات الأقصى في طقس السجود الملحمي ويمد أحدهم ذراعيه وهذا يعني أن تلك أرض وصخور من الهيكل الزعوم وهذا يجري عام 2022م للمرة الأولى وهم يعلنون أن الأقصى جزء من الهيكل بمعنى وصولهم لمرحلة جديدة
ولم يكتف الاحتلال ومتطرفيه عام 2022 بالحديث عن تقسيم زماني ومكاني على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل بل بدأوا يتحدثوا أن أرض الحرم القدسي جزء من الهيكل مبررين ممارسات الصلوات والسجود الملحمي فوق أرضه
ثمة سؤال عن توقيت هذه الكثافة والطقوس المستحدثة في باحات الأقصى لماذا الآن وما هو الدافع؟ لأن كيان الاحتلال يتعرّض لهجرة عكسية وتصدعات انعكست على أروقته السياسية وحياته اليومية
هناك ضعف واضح في ائتلاف الحكومات الأخيرة ونظام الكيان الداخلي وغياب القيادة وقوانين جديدة بسبب تصدعات وهم يريدون بعث رسائل لمجتمعهم أنهم ولجوا لمرحلة جديدة وهي بداية بناء الهيكل
الخطاب غير مباشر من قيادة المتطرفين وائتلاف حكومتهم تقول للشبان اليهود ما نقوم به يؤكد وجود تراث وحق ديني وتاريخي لكم في القدس لأن الكثير منهم يفضل الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية
أما نشر صور شبه عارية لإسرائيليات في الأقصى خلال زيارات واقتحامات متكررة فيحاول الاحتلال أن يجسد الأمر أنه تفصيل عادي من حياة الإسرائيليين اليومية الطبيعية في القدس المحتلة
تعمّد الاحتلال تنظيم وحماية الاقتحامات الصهيونية بالدخول من باب المغاربة والخروج من باب السلسلة والرحمة يقرأه الدكتور وشاح أن أمر متعمّد لإقامة أماكن للعبادة اليهودية في قابل الأيام في تلك المنطقة تحديداً
227 شهيدا فلسطينيا، بينهم 169 في الضفة الغربية، و53 من غزة أغلبهم قضوا في العدوان الإسرائيلي على القطاع في آب (أغسطس)، و5 من فلسطينيي 48.
وبلغ عدد المصابين 9335 فلسطينيا أصيبوا في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أو أثناء اقتحامه للمناطق الفلسطينية، فيما بلغ عدد المعتقلين 6500 حالة اعتقال نحو 4700 منهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية.
كما بلغ عدد الشهداء خلال عام 2022 حتى تاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر، 224 شهيدا (53 شهيدا في قطاع غزة و171 شهيدا في الضفة الغربية) وفق سجلات وزارة الصحة، وبلغ عدد الأسرى القابعين في سجون الاحتلال 4,700 أسير وذلك حتّى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، وفق بيانات هيئة شؤون الأسرى والمحررين؛ من بينهم 34 أسيرة، ونحو 150 قاصرا، و835 معتقلا إداريا بينهم ثلاث أسيرات، وأربعة أطفال.
عـدد الفلسطينيين المقدر فـي نهاية عام 2022 بلغ حوالي 14.3 مليون فلسطيني؛ منهم 5.4 مليون نسمة في حدود 1967، بنسبة زيادة سنوية بلغت 2.4% مع نهاية العام الجاري.
وما زال نحو 7 ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات، يحلمون بالعودة إلى وطنهم منهم 6.4 مليون في الدول العربية ونحو 761 ألفا في الدول الأجنبية، ويعزل أكثر من 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وحوالي 1.7 مليون فلسطيني يعيشون في أراضي 1948
المجتمع الفلسطيني فتي وأكثر من ثلث سكانه دون 15 عاما
وأوضحت عوض أن نسبة الأفراد في الفئة العمريـة 0-14 عاما في نهاية عام 2022 تقدر بحوالي 38% من مجمل السكان فـي فلسطين، بـواقع 36% في الضفة الغربية و41% في قطاع غزة، ويلاحظ انخفاض نسبة الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر، حيث قدرت نسبتهم في نهاية عام 2022 بحوالي 3% في فلسطين، بواقع 4% في الضفة الغربية و3% في قطاع غزة.