يا أبناء شعبنا المناضل
يا جماهير أمتنا العربية الصامدة
يا أبناء الفتح الأحرار
تتوجه اللجنة المركزية لحركة فتح/ الانتفاضة بأسمى آيات التبريك لأبناء الحركة وشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، التي أعادت لشعبنا البطل كرامته بعد أن كان شعباً مشرداً في أصقاع العالم، حيث كان يسمى لاجئاً، وانتقل في ظل هذه الثورة إلى شعب ثائر يرفض الخضوع والاستسلام لمشيئة الكيان الصهيوني، مؤمناً بالمقولة الخالدة (ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة)، وليعلن بدء فجر يوم جديد، فجر الحرية التي يتوق لها أبناء شعبنا الفلسطيني مهما كلف ذلك الطريق من تضحيات جسام، تحت راية مشروع وطني يحمي الثورة والهوية الوطنية الفلسطينية، والتأكيد الراسخ على أن الشعب الفلسطيني يرفض الاغتصاب ويرفض طمس الهوية الوطنية وضياع حقوقه التاريخية في أرضه ووطنه.
لقد جاءت الثورة الفلسطينية المعاصرة كامتداد لنضال وثورات شعبنا الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي، حيث كانت هبة البراق وإضراب الـ 35، وثورة القسام والعديد من الهبات الأخرى، التي تعتبر إرهاصات لثورتنا الفلسطينية الراهنة، والتي مهدت طريق الكفاح ضد الاحتلال الصهيوني المدعوم من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والغرب الاستعماري الذي يدعو إلى نهب خيرات وطننا العربي، وجعله دويلات ممزقة، ويعمل على محو الهوية العربية الأصيلة لصالح مشاريع التفتيت والتجزئة وإبقاءه تحت الهيمنة الاستعمارية، بعيداً عن أي مشروع وحدودي ينهض بواقع الأمة ويعيد أمجادها.
يا أبناء الفتح الصامدون
عام جديد من أعوام الثورة الفلسطينية المستمرة منذ انطلاقتها وحتى يومنا هذا، عام من النضال الدؤوب الذي لن يتوقف يوماً حتى يتم التحرير الكامل لكل فلسطين من بحرها إلى نهرها، ومهما حاول المنحرفون في الساحة الفلسطينية المساومة على حقوق شعبنا من خلال اتفاق أوسلو الكارثي، وخطوات التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وغيرها من الاتفاقيات التي لن تعيد لشعبنا الفلسطيني أي من حقوقه الوطنية، فكل ذلك لن يثني شعبنا الفلسطيني عن الاستمرار بالثورة المسلحة، وسيبقى متمسكاً بالبندقية التي صنعت له العزة والكرامة، وبشرت بفجر جديد مفعم بالإرادة الصلبة والعزيمة التي لن تلين أبداً.
لقد شق شعبنا الفلسطيني طريقه وهو مدرك لطبيعة الكيان الصهيوني التوسعي العنصري الاستيطاني الاحلالي، ووحيدا في حسم عملية الصراع مع العدو الصهيوني، وهذا ما أكدت عليه حركتنا منذ انطلاقتها، أي أن الصراع ليس فقط مع الكيان بل مع داعمي هذا الكيان وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأمريكية والاستعمار الغربي الذي يساند تلك الثكنة المتقدمة للاستعمار بكل قوته من أجل إبقاء وطننا العربي ممزقاً ومجزأً.
عام جديد من أعوام الثورة الفلسطينية التي تحقق في هذه الآونة انجازات عظيمة وآخرها معركة وحدة الساحات وقبلها معركة سيف القدس تلك المعارك التي هزت أركان العدو الصهيوني، وجعلت المستوطنين يبيتون في الملاجئ، ودكت صواريخ المقاومة تل أبيب ومطار بن غوريون وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث توحد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948، حول المقاومة في قطاع غزة، مع أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس ورفع العلم الفلسطيني في اللد والرملة، والتف شعبنا في الشتات والمهاجر حول المقاومة، وسارت المسيرات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني في العواصم العربية والغربية، لتقول للعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني لم يستسلم أبداً ولن يرفع الراية البيضاء، بل إنه سيستمر في مقاومته إلى أن يزول الاحتلال عن الأرض الفلسطينية
يا أحرار أمتنا العربية
إن الكيان الصهيوني لا يستهدف فقط فلسطين، بل يستهدف كل الوطن العربي، وإذا كانت البداية طرد أبناء شعبنا الفلسطيني، لكن عينه تبقى مفتوحة على كل الأقطار العربية من أجل نهب خيراتها والاستيلاء على ثرواتها، لذلك فإن ما يسمى السلام الإبراهيمي الذي يعمل الكيان الصهيوني على تمريره ليس سوى أكذوبة يحاول من خلاله التعمية على أهدافه الحقيقية وذلك بالتواطؤ مع بعض الحكام العرب الذين يخشون على عروشهم فنراهم يوقعون الاتفاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية مع العدو الصهيوني، من أجل أن يصبح العدو جزءاً طبيعياً من نسيج المنطقة.
إن محور المقاومة وحده من سيعيد الحقوق لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية، فهو الداعم الحقيقي والسند للمقاومة الفلسطينية التي تخوض المعارك هذه الأيام ببسالة وشجاعة استمدتها من سورية العروبة التي تقف هذه الأيام وقفة عز إلى جانب الشعب الفلسطيني برغم الحصار والمؤامرة الكونية عليها والتي دفعت أثماناً باهظةً للحفاظ على القضية الفلسطينية، وإيران شعباً وجيشاً وقيادة تساند المقاومة الفلسطينية برغم المؤامرات التي تواجهها في هذه الأيام والتي يديرها الاستعمار العالمي، إلى حزب الله الصامد في وجه العدو الصهيوني الذي يخيف العدو الصهيوني، بعد معركة الصمود في 2006، التي أثبتت بأن جيش العدو جيش جبان لا يمكن أن يقف في وجه من يمتلك الإرادة والإيمان بالتحرير، إلى الشعب اليمني الشقيق الذي واجه ويواجه تحالف العدوان السعودي ويضرب إنموذجاً لكل من يريد أن يقاتل العدوان، هؤلاء جميعاً هم محورنا وخندقنا الذي لن نغادره إلى أن نستعيد حقوقنا وأرضنا المغتصبة.
يا أبناء شعبنا العظيم.
لقد دعت حركتنا الفصائل الفلسطينية إلى تشكيل جبهة وطنية مقاومة يكون هدفها الاشتباك مع العدو الصهيوني واستعادة منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الميثاق الوطني الفلسطيني، وذلك منذ سنوات، ومازالت متمسكة بتلك الدعوة لأنها المخرج الحقيقي لحالة الاستعصاء في الساحة الفلسطينية، لذلك فإننا نكرر هذه الدعوة لكل القوى والفصائل الفلسطينية التي تبحث عن حوارات ولقاءات بعيداً عن جوهر وجودنا الوطني القائم على مقاومة الاحتلال وتحرير الأرض الفلسطينية، وخاصة في ظل ما تشهده الضفة الغربية من مواجهات وعمليات بطولية تحتاج من القوى الفلسطينية إلى أن تشكل الحاضنة لتلك العمليات الفدائية التي تزلزل الأرض تحت أقدام الغزاة الصهاينة.
يا أسرانا البواسل
إلى أولئك الأبطال الذين يقبعون في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني، الذين ضحوا بحريتهم من أجل فلسطين وشعبها، فإنهم سيبقون على رأس أولويات المشروع الوطني الفلسطيني في إطلاق سراحهم، لأنهم يستحقون منا أن نقدم لهم كل ما نستطيع وخاصة أنهم يتحدون الجلاد الصهيوني بأمعائهم الخاوية وأجسادهم النحيلة، حيث يحاولون انتزاع حريتهم في شق طريق الحرية من معتقل جلبوع (القلعة)، لذلك فإننا ننحني أمام كل أسير يقاوم الاحتلال، والعهد من حركتنا لكم جميعاً بأننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إطلاق سراحكم.
إننا بهذه المناسبة نتوجه إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج بالتحية الصادقة على صمودهم وإصرارهم على استعادة حقهم في تحرير الأرض الفلسطينية والعربية من براثن العدو الصهيوني
– التحية لسورية العروبة بقيادة قائدها الحكيم الدكتور بشار حافظ الأسد
– التحية لإيران الشقيقة بقيادة سماحة المرشد علي الخامنئي دام ظله
– التحية لحزب الله المقاوم بقيادة سماحة السيد حسن نصر الله
– التحية لليمن الشقيق بقيادة القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
– التحية لكل أحرار الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين يقفون إلى جانب حقوق شعبنا الفلسطيني البطل
– عاشت فلسطين حرة عربية
– المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
– الحرية لأسرانا الأبطال في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني
وإنها لثورة حتى النصر
27/12/2022
اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة