(مجلة فتح العدد – 756)
هو قوة المثال والأمثولة لمثقف بأفق قومي وعربي وإنساني، هو الحالم والمشروع لطالما كان يردد ذلك التعبير الأثير الذي يستعير من النضال نبله ليقول: «خندق الثقافة»، فالثقافة في وعيه هي أكثر من مشروع، هي أسلوب حياة وطريقة بالتجذر بالأهداف والثوابت، ذلك الآتي من «شوفة» طولكرم إلى دمشق مناضلاً عرفته ساحات العمل النقابي والثقافي، وفي فهرسة رحلاته وتجواله في أطلس حكاياته قرأنا سيرة ذلك المثقف العضوي الذي مزج القول بالعمل، فكان المثال للمثقف الذي يذود عن ثوابت شعبه وأمته، أمين سر اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين الذي رأى فلسطين الواحدة الموحدة، نستعيده من ثامنة الغياب، ليطل علينا فجراً صادقاً كما هي سيرته التي عضدها بالفكر والعمل والحوار والبناء، والانحياز للقضية فحسب، وليجعل من اتحادنا مدرسة كفاحية جديرة بالانتماء، وكم قرأنا أبحاثه المحكمة في أفق الصراع وفي جدلية العلاقة مع هذه الفلسطين، التي لم يحد عنها حمزة برقاوي قيد أنملة، لأنه كان سطراً حياً في مدونتها الكبرى، مسلحاً بالوعي والجسارة وفطنة المثقف الثوري، لينجز في العمر الكثيف ما يليق باتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، الذي عبد دروبها كلها الأدباء والشعراء «حنا مقبل، وناجي العلي، وخالد أبو خالد، وناجي علوش، وغسان كنفاني، وكمال ناصر، ومحمد عادل» والكثير الكثير منهم، سفراء التراجيديا الفلسطينية المعاصرة، وحارسو ذاكرتها الثقافية الباهرة، سلام لهم وسلام عليهم.