بدعوة من اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، وبمناسبة الحركة التصحيحية في الذكرى الرابعة والخمسين، أقيمت ندوة سياسية تحدث فيها الأخوة والرفاق:-
– الأخ أبو حازم الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة.
– الرفيق خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية.
– الرفيقة بارعة القدسي أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي.
– الرفيق مهدي دخل الله وزير الإعلام الأسبق.
– أدار الندوة الرفيق صابر فلحوط.
حضر الندوة التي أقيمت بدار البعث بتاريخ 17/11/2024، الأخ أبو عمر المصري وأبو القاسم السكجي وأبو ضرار وأبو فارس غريب وإبراهيم خلف وأبو فراس ثائر أعضاء اللجنة المركزية، وعدد من أعضاء المجلس الثوري وحشد كبير من كوادر وأعضاء الحركة، كما شارك عدد كبير من الشخصيات الوطنية وممثلي الفصائل الفلسطينية، وعدد من ممثلي الأحزاب السورية.
وقد تحدث الأخ أبو حازم الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة :-
الأخوة الأعزاء..
أيها الحفل الكريم..
يسعدني أن أتحدث اليوم في الذكرى الرابعة والخمسين للحركة التصحيحية المجيدة في سورية، وانتهز هذه الفرصة لأرفع إلى سيادة الرئيس المقاوم الدكتور/ بشار الأسد/ التحية والاعتزاز بقيادته لمحور المقاومة على موقفه إلى جانب شعبنا الفلسطيني المقاوم.
الحركة التصحيحية في سورية كانت نقطة تحول مفصلية ليس في الحياة السورية فحسب، بل كانت منعكساً إيجابياً وبداية لنهضة قومية حقيقية انعكست بشكل واضح على العلاقات العربية – العربية على مساحة الوطن العربي بسبب ما حملته هذه الحركة المباركة التي قادها القائد المؤسس الراحل حافظ الأسد، والتي عبرت عن تطلعات وطموحات الجماهير العربية، وكانت صرخة أمل صادقة نحو تحقيق أهدافها في الحرية والاستقلال الفعلي.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي ولد من رحم الأزمة القومية الكبرى خاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين منذ اتفاقية سايكس-بيكو ووعد بلفور، وعلى أثرها سمي هذا الحزب (بحزب فلسطين).
جاءت الحركة التصحيحية في عام 1970، حينما أعلن القائد الخالد حافظ الأسد ولادة هذه الحركة التي التزمت منذ انطلاقتها عن تحليل الواقع العربي بدقة، وطالبت بحشد كل الطاقات العربية في سبيل تحرير فلسطين التي ابتليت بتدفق المهاجرين الصهاينة إلى أرض فلسطين واغتصابها، والدفاع عن كرامة الأمة العربية، فطرحت التضامن العربي كحل مرحلي للوصول إلى الوحدة العربية التي تواجه مصاعب كبرى لا يمكن القفز عنها.
هذا الطرح الذي لقي قبولاً عربياً واسعاً، وفي مقدمتها الدعم العربي الواسع للدول التي تقف في مواجهة المشروع الصهيوني.
وحينما نتناول منجزات الحركة التصحيحية في كافة المجالات، وحشد كافة الطاقات التقدمية والوطنية والشعبية من خلال إقامة جبهة وطنية تقدمية تضم كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية، وفي المجال الاقتصادي اعتماد مبدأ التشاركية الحقيقية بين القطاعات المختلفة/ العام/ والخاص/ والمشترك، والذي حقق استقراراً وتوازناً في الاقتصاد الوطني.
ولقد حققت الحركة أهدافها بدقة في تحقيق مشروع تنموي شعبي متكامل بتأسيسها الجيش الوطني العقائدي الذي أثبت جدارة في تماسكه وتصديه ضد الهجمات المعادية، وآخرها الهجمة الشرسة من الإرهابيين والقتلة والمجرمين المدعومين من قوى العدوان والظلم والاحتلال، وكانت حرب تشرين التحريرية ثمرة من ثمار الحركة التصحيحية، وبعد خروج مصر من الصراع العربي-الصهيوني أعلن القائد الخالد حافظ الأسد أن سورية ستعمل على التوازن الاستراتيجي ضد الكيان الصهيوني، ويعني هذا الوقوف ضد الولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الداعمة بالمطلق للكيان الصهيوني.
لقد حققت قيادة الرئيس المقاوم بشار حافظ الأسد الذي تعهد منذ توليه رئاسة الجمهورية تبني فكر الحركة التصحيحية المتجدد على قاعدة الالتزام بالثوابت، واعتماد الذهنية العلمية المبدعة لتطوير مؤسسات الدولة انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية الوطنية الكبرى.
في هذه الفترة تعاظمت التحديات على أمتنا العربية وسورية بشكل خاص وعلى شعبنا الفلسطيني، وكثرت مشاريع التجزئة والتفتيت والهيمنة والتدخل الأجنبي.
فحركة التاريخ في مفهوم أمريكا والعالم الغربي تمضي إلى صياغة عالم لهم دون غيرهم، حيث تتملكهم نزعة العنصرية والتفوق البغيض في العرق، وهي نزعة تتطابق مع الصهاينة في نظرتهم للغير، لهذا عاشت المنطقة مخاطر كبرى، ومخاض ثورة الفوضى الخلاقة التي سيمت عند البعض (الربيع العربي) لبث الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة من أجل التمهيد أمام المشاريع الأمريكية التي تسعى إلى ضرب محور المقاومة، وفرض حل على الشعب الفلسطيني يضمن المصالح العليا للكيان الصهيوني من خلال تطبيق ما سمي (صفقة القرن).
تصدت سورية العربية المقاومة بحزم لكل المشاريع المعادية وبنت تحالفاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكل قوى التحرر العربية والإسلامية، وكل الدول التي ترفض سياسية الهيمنة والاحتلال مبنية على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة باستقلال وسيادة قرارها.
كانت سورية ولا زالت بقيادة الرئيس بشار الأسد القلعة العربية الصلبة في مواجهة الكيان الصهيوني، وقدمت لفلسطين على امتداد عمر القضية الفلسطينية من الدعم والمساندة للحفاظ عليها من خطر التصفية النهائية، ودعمت المقاومة في لبنان ووقفت ضد كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وتواصل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وعملائها في منطقتنا، حربها على محور المقاومة، حينما أرسلت كل طواغيت العالم وإرهابييه إلى سورية، وفرضت العقوبات الشديدة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحليف الأساسي في محور المقاومة الثابت بدعم سورية والمقاومة في لبنان وفلسطين، هذه الثورة التي حملت من المبادئ والفكر والتطور في مجالات شتى خلاصتها (عزة الإنسان وكرامته) وبناء حضارة إنسانية ملتزمة بالقيم الإسلامية الرفيعة.
لقد جعلت الثورة الإسلامية في إيران من استرجاع القدس من أيدي الصهاينة في صلب العقيدة الإيمانية للمسلمين، وفلسطين في القضية المركزية للشعب الإيراني، ورغم كل هذه الظروف الصعبة والخطيرة نجحت سورية في صد وتحطيم هذه الهجمة الشرسة غير المسبوقة، سورية هذه التي أرسلت الجيش العربي السوري للدفاع عن الثورة الفلسطينية في لبنان عام الاجتياح 1982، ودفعت ثمناً غالياً من خيرة ضباطها وجنودها 14000 شهيد.
فالمتآمرون اليوم على سورية هم من باعوا فلسطين وتآمروا عليها، وكانوا أحد الأسباب في ضياع فلسطين، نقول لهؤلاء المتآمرين (فلسطين وطن للشعب الفلسطيني)، مهد الديانات والحضارات والمقدسات، على أرضها اشتعلت المعارك الخالدة ولا زالت، وعلى أرضها هزم الغزاة واندحروا.
فلسطين أكبر من أوسلو وأصحاب أوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد، وأكبر من كل الخانعين والمطبعين من بعض حكام العرب، نقول لكل هؤلاء طالما أن فلسطين عربية فليس من حق أحد أن يتنازل للعدو عن شبر واحد من الأرض ومن الوطن، وفلسطين التي هي جزء من محور المقاومة ستنتصر بشعبها وأمتها، وستسحق صفقة القرن، فإلى الهاوية ترامب ونتنياهو وابن سلمان، وكل أعداء أمتنا من العرب الذين يحاولون تمرير هذه الصفقة المهينة على شعبنا.
مطلوب أن نسمي الأشياء بأسمائها، فالموقف الرمادي التضليلي في قضايا أمتنا يصب بالموقف الآخر، ولن يشكل حماية للذات أو حماية للقضية، علينا مواجهة الذات والاعتراف بأن الخلل هو الرهان على المفاوضات وقبول التعايش مع هذا العدو والتعاون الأمني معه.
إن أحرار وشرفاء هذه الأمة ومحور المقاومة وعماده سورية العربية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية واليمن الشقيق والشعب العراقي، وكل المناضلين في أمتنا والمقاومين للتطبيع والمشاريع الاستعمارية سيظلون هم حماة القضية، حاملين راية فلسطين حتى التحرير الكامل.
تحية إلى شهداء الجيش العربي السوري، هذا الجيش الذي لا يزال يواجه بقايا عصابات التكفيريين تحت ظل الولايات المتحدة قوة الاحتلال في شرق سورية، وقوة الاحتلال التركي في شمالها.
تحية إلى شهداء إيران والمقاومة الإسلامية الذين تعانقت أرواحهم الطاهرة مع شهداء فلسطين وسورية.
تحية إلى كل الشهداء والمناضلين في كافة الوطن العربي والإسلامي الذين يجسدون المعاني الكفاحية من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين من الاحتلال الصهيوني ومن رجس التكفيريين وأسيادهم.
تحية إلى شعبنا في الداخل والخارج وإلى الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.
تحية لكم جميعاً والسلام عليكم
هذا وقد أكد المتحدثون على دور سورية تاريخياً في التمسك بالثوابت الوطنية والقومية، برغم الحصار والمؤامرة الكونية التي مرت بها سورية إلا أنها لم تفرط بأي ثابت من تلك الثوابت، وأكدوا على أن سورية العمق الرئيسي لمحور المقاومة الذي يسطر اليوم أروع ملاحم العز والفخار في معركة طوفان الأقصى.
ووجهوا التحية للرئيس الدكتور بشار الأسد الصامد في وجه المؤامرات التي تتعرض لها سورية.