كلمة العدد

 (مجلة فتح العدد – 769)

ونحن نخط كتابة سطور هذا العدد، من مجلتنا مجلة فتح، تلقينا خبراً مؤسفاً، ألا وهو استشهاد القائد الوطني الكبير يحيى السنوار (أبو إبراهيم) هذا القائد الهمام الذي ركّع الكيان الصهيوني في السابع من تشرين الأول لعام/ 2023 وزلزله، وجعله يتخبط لا يدري ما الذي جرى له بعد اقتحام بضعة مئات من المقاتلين الفلسطينيين أسوار مستوطنات غلاف غزة.

لقد سقط أبا إبراهيم وهو يقاتل، لا كما كان يدعي الكيان الصهيوني وزبانيته بأنه مختبئ بين المدنيين، أو يتلطى بين الأسرى الصهاينة، بل إنه استشهد وهو مقبلاً غير مدبر، حيث أنه استشهد وهو يقاتل العدو الصهيوني بل أكثر من ذلك لقد قتل العديد من الجنود الصهاينة، واستطاع أن يقاتل لأكثر من عام، متنقلاً بين الأنفاق لا يهزه العدو، بل كان رابط الجأش قوي العزيمة، صلب الإرادة حتى آخر رمق في حياته.

لقد أمضى السنوار ثلث حياته تقريباً في سجون العدو الصهيوني، حيث كان ذو بأس شديد، لم يتراجع عن مواقفه، ولم تهن عزيمته، بل كان أنموذجاً للأسير العنيد، الذي يساهم في تنظيم الأعضاء في السجن، وكان مترجماً ومؤلفاً للعديد من الكتب.

لقد كان هذا القائد مهندس معركة طوفان الأقصى هو وصديقه محمد الضيف، حيث استطاع من خلال تلك المعركة، قلب معادلات الصراع مع العدو الصهيوني، من حيث الدفاع إلى الهجوم الذي باغت جيش الاحتلال، واستطاع من تحرير العديد من المستوطنات، حتى ولو لساعات قليلة إلا أن شعبنا الفلسطيني عاش لحظات الانتصار التي كان يتوق لها.

لقد استشهد الراحل الكبير، وترك فراغاً كبيراً، إلا أن مبادئه ومثله وقيمه ستبقى في الأجيال القادمة، وسنبقى على دربه سائرين إلى أن يتم تحرير فلسطين.. كل فلسطين، ولنا في أخوته ورفاق دربه القناعة التامة بأن شعبنا الفلسطيني الذي أنجب السنوار سيكون هناك قادة جدد يتابعون المسيرة، كما هو عهدنا في شعبنا عندما يسقط شهيداً أو قائداً سيكون هناك ألف شهيد وألف قائد.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

قناع بلون السماء من النص إلى القارئ وإستراتيجية النصوص الموازية

أحمد علي هلال (مجلة فتح – العدد768) لا شك أن الرواية مطلق رواية، هي كناية …

آخر الأخبار