أول الكلام آخره: راوي فلسطيني

(مجلة فتح العدد – 769)

يذهب رشاد أبو شاور شهيداً وشاهداً، وهو المناضل والمثقف والأديب الذي دشن السردية الفلسطينية بعلامات روائية باذخة، إذ لم تكن روايته العشاق والرب لم يسترح في اليوم السابع، وغيرهما الكثير مما كتب ووثق على جدارية هذه التراجيدية الفلسطينية، سوى صورة لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني منذ قرن ونيف، فضلاً عن إسهاماته السياسية والفكرية في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، وعلى جبهة الأدب في آن معاً، تلك الصورة التي نستعديها في رحيله الأكثر حضوراً بالأثر والسيرة وجاذبية الأفكار والمنهج الذي يشكل بوصلتها وهي تشير إلى فلسطين التاريخ والجغرافيا والهوية والثقافة، إنها المقاومة الثقافية التي ظل رشاد أبو شاور واحداً من أبرز مقاوميها وحارس جبهاتها بالوعي والتجذر والفطنة  الثورية والعلو الإبداعي الموازي، حتى تصبح الكلمة هي الطلقة التي عبرت الأزمنة الفلسطينية في مراحلها المختلفة، فالحديث عنه لا يعني غيابه، بل حضوراته المشعة في الوعي الثقافي الفلسطيني والعربي.

سيرتان في سيرورة مبدع كبير أعاد الاعتبار إلى قضيته عبر ملاحمه السردية لتظل القضية حاضرة ومتوهجة بحجم الذاكرة، وهو الذي لم يقل «وداعاً يا ذكرين» -روايته الأخيرة- فحسب، وبما تنطوي عليه من ذاكرة استعادية، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير مؤكداً وحدة الجغرافية الفلسطينية واندغام سيرته كمبدع أصيل في سيرة وطنه السليب، هكذا يترجل الفارس عن صهوة حبره، لكن الحبر يتطير في الفضاءات ليضيء عتمة الراهن.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

قناع بلون السماء من النص إلى القارئ وإستراتيجية النصوص الموازية

أحمد علي هلال (مجلة فتح – العدد768) لا شك أن الرواية مطلق رواية، هي كناية …

آخر الأخبار