لقد شكلت معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لعام 2023، نقطة فارقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وذلك من خلال عبور المقاتل الفلسطيني على مستوطنات الغلاف في قطاع غزة، وأسره للعديد من المستوطنين الصهاينة، ولأول مرة يتجاوز عدد الأسرى 250 أسيراً، إضافة إلى خطة الهجوم التي تجاوزت كل الصعاب من أسلاك شائكة إلى أسلاك الكترونية إلى الحائط الإسمنتي، والوصول إلى القاعدة الأمنية العسكرية والتي تعتبر القاعدة المتقدمة على مستوى المنطقة، إضافة إلى قتل وجرح العديد من المستوطنين وفرار القسم الأعظم منهم.
إن اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة ترى بهذه المناسبة العظيمة بأنها مفصل تاريخي يجب التوقف عنده ملياً، حيث أنه في هذا اليوم استطاع المقاتل الفلسطيني الذي يمتلك الإرادة والعزيمة في تحرير الأرض، وتحقيق حلمه في العودة ، وإثبات أن صاحب الحق هو الذي سوف ينتصر في النهاية، وأن أسطورة التفوق الصهيوني ذهبت إلى الأبد، وأن السردية الصهيونية المزيفة والكاذبة، ليس لها مكان على مستوى العالم، وأن التطبيع العربي من قبل بعض الأنظمة الرسمية لم يعد له وجود، وأن المقاومة هي التي سوف تحقق الانتصار على الكيان الصهيوني، وإن الحق الفلسطيني لا يمكن أن يعود بالمفاوضات والاتفاقيات مع الكيان الصهيوني.
لذلك وبعد مرور عام من النضال والقتال في قطاع غزة، و برغم استشهاد ما يقارب من خمسين ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح، وخمسة وثمانون بالمائة من المنازل المدمرة والبنية التحتية إلا أن شعبنا الفلسطيني مازال صامداً، لم يستسلم أو يرفع الراية البيضاء، ولم يتخلى عن المقاومة، بل إنه مازال يحتضنها، ويدافع عنها، لأنها تمثل بالنسبة له العزة والكرامة والسؤدد، وعندما تتلاحم المقاومة مع الحالة الشعبية سيتم تحقيق النصر، وسنرفع راياته خفاقة في سماء فلسطين.. كل فلسطين.
إن اللجنة المركزية لحركة فتح/ الانتفاضة تؤكد على أن محور المقاومة الواقف في هذه الأيام بجانب القضية الفلسطينية في معركته المصيرية سوف يحقق الانتصار لأنه المشارك الفعلي في هذه المعركة، فسورية الواقفة منذ أمد بعيد إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته برغم الضغوط والحصار لم تتخلى عنه، بل ازدادت تمسكاً بالحق الفلسطيني، وإيران الداعمة والمساندة للمقاومة الفلسطينية تشارك اليوم في الحرب ضد الكيان الصهيوني واليمن وأنصار الله يغلقون باب المندب ويشاركون في ضرب المستوطنات الصهيونية، والعراق وحشده الشعبي يطلق الصواريخ باتجاه القواعد الأمريكية، لذلك نقول بأن النصر آت.
أما حزب الله الذي قام في اليوم التالي لمعركة طوفان الأقصى، بفتح جبهة إسناد ودعم، وقدم خيرة أبناءه وكوادره على مذبح طريق القدس، وأولهم سيد الشهداء حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، الذي يعد رمزاً من رموز المقاومة وزعيماً على مستوى أحرار العالم، فإنهم بحق يمثلون النخوة والكرامة الأصيلة في أمتنا.
إن الشعب الفلسطيني الذي يصنع التاريخ في هذه الأيام، لن يتخلى عن حقه في تحرير أرضه من رجس العدو الصهيوني، ومهما غلت التضحيات فإنه سيبقى سائراً على درب المقاومة والكفاح المسلح حتى يستعيد حقه في أرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني.
وثورة حتى النصر
7/10/2024
اللجنة المركزية
لحركة التحرير الوطني الفلسطيني
فتح الانتفاضة