بقلم: أبو عمر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح/ الانتفاضة
وداعاً أيها الأخ والمعلم والقائد العظيم..
حقاً وأنت من جئت في زمن الانهيارات الكبرى لتشكل رافعةً لأمةٍ لها ماضٍ تليد، بالرغم من المؤامرات الفاضحة، والاستسلام والتخاذل لبعض النظام العربي، إلا أن أمتنا بما اختزنته من تاريخ عظيم وقادة عظام من أمثال جمال عبد الناصر وحافظ الأسد، الذين أسهموا بصوغ تاريخ عربي مجيد وأرسوا دعائم الوحدة والحرية، وأنت القائد الذي سار على درب أولئك العظام، كي يحافظ على تاريخ أمتنا المجيدة التي لن تركع لغازٍ ولن تستسلم لمستعمر، حتى وإن طال أمد النصر الآن إلا أن النصر آت.
لقد كنت الوعد الصادق، الذي أرهب أعداءه، وصدقوه في كل كلمة كان يقولها، وكنت الأمين على شعبك وأمتك ومقاومتك التي لم تخذلها يوماً، بل كنت دائم الموضوعية في مواقفك التي لم تهتز يوماً، وكنت الزعيم المحبوب، من قبل كل من عرفك، لأنك كنت تشعر بآلام الناس وهمومهم، وكنت القائد الشجاع والجريء، الذي لا يخشى في قول كلمة الحق لومة لائم، وكنت إلى جانب المظلومين في هذا العالم، وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
لقد كنت صاحب التحرير في عام 2000، وكنت صاحب تفاهم نيسان الذي شرعن المقاومة، وكنت صاحب النصر في عام 2006، ولن ننسى في هذه الحرب عندما ظهرت على شاشة التلفاز وقلت انظروا الآن إلى البارجة الصهيونية ساعر وهي تحترق في عرض البحر، لقد كنت في تلك اللحظة صادقاً في كل كلمة قلتها لعشاق النصر، وكنت بالمقابل في ذلك السيف المسلط على العدو الصهيوني، والذي أصبح مستوطنيه يصدقونك أكثر مما يصدقون قادتهم.
كما أن قرارك في الثامن من أكتوبر الماضي، كان قراراً حكيماً وصائباً وشجاعاً، حيث وقفت شامخاً إلى جانب المقاومة الفلسطينية وهي تخوض معركة طوفان الأقصى، كجبهة إسناد ودعم قامت بدور بارز على طريق القدس، وذلك ما اعتدنا عليك به، بأنك تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، مؤمناً الانحياز المطلق لها، بأنها سوف تصنع الانتصار بمقاومتها الباسلة والشجاعة، الذي سوف يؤدي إلى الصلاة في الأقصى كما كنت ترغب وتعمل لأجله.
نم قرير العين، لأن رفاق دربك سيواصلون مسيرتك التي بدأتها معهم، فأمتنا فيها الكثير من أبناءها الذي آمنوا بك وبمشروعك المقاوم، الذي سوف يأتي يوماً ويحقق الانتصار على أعداء أمتنا، لأنه المشروع الذي به نرفع رؤوسنا عالياً، وهاماتنا شامخة، لأننا أصحاب حق، وصاحب الحق سوف ينتصر، حتى وإن طال الليل، إلا أن فجر النصر سوف يأتي.
نم قرير العين أنت ورفاق دربك الذين سبقوك إلى درب الشهادة من القائد قاسم سليماني إلى عماد مغنية، إلى فؤاد شكر، وإسماعيل هنية، وفتحي الشقاقي والعديد منهم الذين لا مجال لذكرهم، حيث ستبقون نبراساً لنا، ودمائكم الزكية التي ترسم لنا طريق النصر القادم، سوف نسير عليها، إلى أن تتحقق أهداف أمتنا بالتحرير والنصر بإذن الله، ونردد دوماً ما كنت تقول (نحن لا نهزم، فعندما نستشهد نستشهد، وعندما نستشهد ننتصر) فإلى لقاء في جنات الخلد بإذن الله.