“سي أن أن”: اغتيال نصر الله لن يجعل حزب الله ضعيفاً

نقلته إلى العربية: بتول دياب.

اغتيال “إسرائيل” السيد حسن نصر الله لن يجعل حزب الله ضعيفاً، فهو لا تزال لديه قادة مهرة، فضلاً عن العديد من أصوله الأكثر قوة بما في ذلك الصواريخ الموجّهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى.

شبكة “سي أن أن” الأميركية تنشر تقريراً تتحدّث فيه عن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وتداعياتها على المنطقة.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:

لقد أدّت الساعات الثماني والأربعون الماضية في الشرق الأوسط، والتي اغتالت فيها “إسرائيل” زعيم حزب الله حسن نصر الله واستمرت في قصف مدن وقرى في جميع أنحاء لبنان، إلى تفاقم المخاوف من أن هذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة قد يتحوّل إلى حرب إقليمية أوسع.

إنّ اغتيال نصر الله، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية ضخمة على ضاحية بيروت يوم الجمعة، يمثّل تصعيداً كبيراً في الصراع بين “إسرائيل” وحزب الله، الذي كان يطلق النار على شمال “إسرائيل” منذ بدء حربها على غزة.

كما أنّها أحدث ضربة في سلسلة من الضربات الكبرى لحزب الله، إذ اغتالت “إسرائيل” حتى الآن العديد من القادة، وفجّرت أجهزة النداء واللاسلكي المملوكة لأعضائه في وقت سابق من هذا الشهر، مما أسفر عن وقوع ضحايا ومئات الجرحى.

وتثير “إسرائيل” احتمال القيام بتوغّل بريّ في لبنان، والذي إذا تمّ تنفيذه، سيكون الغزو الإسرائيلي الرابع للبلاد خلال السنوات الخمسين الماضية. وتعهّد حزب الله بأنه “سيواصل قتاله لمواجهة العدو”، في حين أكدت إيران تضامنها.

قصفت “إسرائيل” ما تقول إنها أهداف لحزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت وأماكن أخرى في البلاد يومي الجمعة والسبت، بما في ذلك الهجوم على الضاحية الجنوبية للعاصمة والذي أدى إلى اغتيال نصر الله.

وقعت بعض الضربات في مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى تدمير المباني السكنية. ويطلق “الجيش” الإسرائيلي التحذيرات قبل ضرب المباني، لكن هذه التحذيرات تأني قبل دقائق فقط من العملية، الأمر الذي يجعل المدنيين عرضة للقتل.

وتأتي الهجمات الأخيرة بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اقتراح وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا والذي دعا إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في القتال عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

ماذا سيفعل حزب الله وإيران؟

في أعقاب اغتيال نصر الله، والهجوم على أجهزة النداء واللاسلكي، من المرجح أن يقيّم قادة حزب الله المتبقون كيفية الالتقاء والتواصل والردّ، ويقول المحللون إنّ النكسات التي واجهها حزب الله من غير المرجح أن تجعله ضعيفاً.

ولا تزال المجموعة تحتفظ بقادة مهرة، فضلاً عن العديد من أصولها الأكثر قوة بما في ذلك الصواريخ الموجّهة بدقة والصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تلحق أضراراً كبيرة بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.

وفي أعقاب اغتيال نصر الله، لم يقم حزب الله بعد بشنّ ردّ انتقامي كبير، ولكن التطورات الأخيرة تثير احتمالات التحوّل.

ومن المؤكد أنّ حزب الله سوف يستجيب، وفقاً لجوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي كبير سابق متخصص في المنطقة، والذي قال لشبكة “CNN” إنّه “من المرجح أن يكون الردّ كبيراً”.

وهناك سؤال رئيسي آخر وهو مدى قدرة إيران على التورّط. وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفت السفارة الإيرانية في لبنان اغتيال نصر الله بأنه “تصعيد خطير يغيّر قواعد اللعبة”، وقالت إنّ مرتكبه “سيُعاقب ويُعاقب بشكل مناسب”.

وتبدو المساحة المتاحة للدبلوماسية محدودة، خاصةً وأنّ أشهراً من العمل على اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب في غزة لم تشهد سوى القليل من التقدّم في المفاوضات.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

«عقيدة بايدن» الجديدة: محاولة يائسة لإنقاذ بعض من مصداقية الغرب

بعد ثلاثة عقود من كذبة أوسلو، لم تعد الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي في وضع …

آخر الأخبار