مجزرة صبرا وشاتيلا والإبادة بغزة.. الدم الفلسطيني المستباح منذ عشرات السنين

 

تعيد مشاهد القتل والإجرام في قطاع غزة المنكوب، للأذهان مذبحة مخيم صبرا وشاتيلا، مع فارق الاختلاف في وجوه المُنفذين وصنوف الأسلحة المستخدمة، فيما تواصل آلة الحرب الصهيوأمريكية الفتك في قطاع غزة مخلّفة دمارا هائلا ومشاهد مرعبة وصادمة.

في صبرا وشاتيلا، جرت فظائع لم تنس، ولا تزال راسخة في الذاكرة الفلسطينية، رغم توالي المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ النكبة الفلسطينية عام 1948م.

ما حدث في تلك الأيام في صبرا وشاتيلا من قتل وذبح وإجرام، وما يحدث هذه الأيام بغزة من إبادة مستمرة، وما قبلهما وما بعدهما، يدلل بما لا يدع مجالًا للتأويل، أن الكيان الصهيوني يتغذى على الدم الفلسطيني، وأن إسرائيل تقتل الفلسطيني أينما كان، وبدون أي مبررات أو ذرائع، فالفلسطيني الجيد بالنسبة إليها هو الفلسطيني الميت.

 

لا يوجد تفسير سياسي أو إنساني | المجزرة هي ثمرة الكراهية، لم يتمالك بيار باسكال روسي، مراسل راديو وتلفزيون سويسرا، نفسه من هول ما شاهده من فظائع ارتكبت بحق المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا، عندما دخل مخيم صبرا في ٢٠ أيلول ١٩٨٢.. وكانت الكلمات بالكاد تخرج من فمه وهو يمسك دموعه.

أضحت مجزرة صبرا وشاتيلا رمزا للإرهاب الصهيوني والإبادة الجماعية، فيما جسد قطاع غزة في هذه الأيام نموذجا لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

فمجزرة صبرا وشاتيلا التي بدأت مع حلول ظلام يوم 16 أيلول/ سبتمبر عام 1982، وقيام جنود جيش الاحتلال بإطلاق القنابل المضيئة فوق مخيم صبرا وشاتيلا وذلك لتسهيل عملية الاقتحام وتنفيذ مهمة القتل من قبل المجموعات الانعزالية من مليشيا الكتائب اللبنانية وجيش لبنان الجنوبي، والتقدم عبر الأزقة الجنوبية الغربية للمخيم.

وعلى مدار ثلاثة أيام بلياليها ارتكبت المجموعات الانعزالية وجنود الاحتلال مذابح بشعة ضد الأهالي، يعجز اللسان عن وصفها، غير أنها إحدى أفظع المجازر في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

لقد استفرد واستخدم الاحتلال حينها أدواته وعملاءه من مليشيا الكتائب اللبنانية، وقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء في مخيمي صبرا وشاتيلا، أما في قطاع غزة فقد استخدم الاحتلال أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة لا تراعي مبدأ التناسب وفق القانون الدولي، وتُحدث خسائر واسعة في صفوف المدنيين والبنية التحتية.

هذه المجزرة ستبقى خالدة في تاريخنا الوطني، لأنها سجلت إصرار شعبنا على مواجهة الظلم والإرهاب، حتى التحرير والعودة. وستبقى وصمة عار في سجل الإنسانية الذي لم يحاكم ولم يعاقب مرتكبي هذه المجزرة.

ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا تمر هذا العام، في وقت يشنّ فيه الاحتلال الصهيوني عدواناً وحشياً على شعبنا في قطاع غزة، ويرتكب كل يوم مجزرة ضد المواطنين الفلسطينين، ويقتل الإنسان ويدمر البنية التحتية كل مقومات الحياة.

 

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

النكبة الفلسطينية بين الأمس واليوم

بقلم: ياسر المصري            عضو اللجنة المركزية ست وسبعون عاماً من النضال والصمود، وشعبنا الفلسطيني …

آخر الأخبار