(مجلة فتح – العدد768)
الآن، عندما بدأت أبعاد الكارثة التي تنتظرنا في حرب إقليمية شاملة تتضح للجمهور، آمل أن يستيقظ السذج من سباتهم الشتوي، وبدلاً من الاستمرار في النوم قريري العين، عليهم أن ينهضوا أيضاً لاتخاذ إجراءات وإنقاذ «إسرائيل» من الدمار.
قيادة «إسرائيل» في حالة جنون، ومثل هذا القرار حاسم لمصيرها؛ الذهاب إلى حرب ضد حزب الله جواً وبراً وبحراً – يقع على عاتق الثلاثة: بيبي وغالانت وهليفي، الذين فقدوا تماماً اتزانهم ومسؤوليتهم عما يحدث من حولهم.
في الأشهر الثمانية من الحرب في غزة، اتخذ هؤلاء الثلاثة بالفعل قرارات كان من الممكن أن تشعل الشرق الأوسط بأكمله وتدمّر «إسرائيل». هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب ألا يمنحوا سلطة تقرير مصير «إسرائيل»، إذا أردنا أن نعيش، لأنهم لن يقودونا إلى برّ الأمان.
المنطق يتطلّب حرمان بيبي وغالانت وهليفي من رخصة قيادة الحرب. هذا مشابه لإلغاء رخصة سائق مخمور قاد بالفعل عدة مرات عند الإشارة الحمراء وتسبّب في حادث مميت.
لا يسمح المجال بالتوسّع، وأدناه سأكتفي ببعض الأدلة التي تثبت القرارات الحمقاء للثلاثة:
أولاً: في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تخطّى الثلاثي الضوء الأحمر، فيما كانوا قد تخلّوا عن مستوطنات الجنوب والشمال لسنوات قبل الحرب وعدة أشهر خلال الحرب، مما تسبّب في حادث مميت، ومع ذلك لم يتم إلغاء رخصة قيادتهم.
ثانياً: أوصى غالانت وهرتسي هليفي بيبي بأن يهاجم «الجيش» حزب الله بالتزامن مع مهاجمة حماس. كانت معجزة كبيرة هنا عندما تمّ تجنّب حرب إقليمية كان من شأنها أن تدمّر «إسرائيل»، وكنت أنا من نصح بيبي بعدم القيام بذلك.
ثالثاً: قرّر الثلاثي مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا، وهو الهجوم الذي جلب علينا وابلاً كثيفاً من أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرة من دون طيار وصواريخ كروز. كان من الممكن أن تقودنا المواجهة المباشرة مع إيران إلى حرب إقليمية، وحتى حرب عالمية. لقد غيّر قرارهم البائس سلوك إيران تجاهنا بشكل جذري، ومن الآن فصاعداً ستتدخّل إيران مباشرة في أيّ حرب إقليمية ضدنا. في هذه الحالة أيضاً، قام الثلاثة بمقامرة لا يقرّرها سوى حمقى وغير مسؤولين.
رابعاً: إنّ دخول «الجيش» إلى رفح لم يسبّب لنا سوى ضرر عالمي إضافي لعزلتنا وأصبحنا منبوذين من شدة الاشمئزاز: لقد تم إدراجنا على القائمة السوداء من قبل الأمم المتحدة، وأوامر اعتقال ضد بيبي وغالانت في الطريق. أضف إلى ذلك: خسائرنا في القتال في رفح كثيرة، من دون تحقيق إنجاز حقيقي، كما أنّ بيان «الجيش» الذي جاء فيه: «لقد أغلقنا أنبوب أوكسجين حماس عندما احتللنا محور فيلادلفيا في رفح» يذر الرمال في أعين الجمهور وكاذب كلياً.