( مجلة فتح العدد – 755 )
أجرى الأخ أبو حازم الأمين العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح الانتفاضة في الفترة الأخيرة عدداً من اللقاءات المتلفزة والمقابلات الإذاعية، فمن على شاشة الإخبارية السورية وفي برنامج صباح سياسي وفي برنامج (نبض الشرق) الذي تبثه قناة سما الفضائية ومن على أثير إذاعة ميلودي، تحدث الأخ الأمين العام عن مجمل القضايا السياسية والأحداث التي تعصف بمنطقتنا خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة وبعد المعارك التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني في اعتداءاته على قطاع غزة، ضمن ما عرف بمعركة توحيد الساحات.
ففي موضوع زيارة الرئيس الأمريكي بايدن والظروف التي رافقت تلك الزيارة قال الأخ أبو حازم : أن تلك الزيارة جاءت بشكل مفاجئ ومستعجل ، خاصة بعد نشوب العملية العسكرية الخاصة التي قامت بها روسيا ضد أوكرانيا، لإبعاد الخطر الذي بات يتهددها ويشكل مصدر إزعاج للدولة الروسية خاصة بعد استخدام أوكرانيا من قبل الناتو للضغط ومحاصرة روسيا.
وأضاف الأخ أبو حازم: لقد كان واضحاً أيضاً الدور الصهيوني في هذه الحرب والعداء ضد روسيا والتحالف في المواقف مع أوكرانيا، و بين الأخ أبو حازم أن زيارة بايدن لدولة الكيان الصهيوني شأنها شأن كل زيارات الرؤساء السابقين للولايات المتحدة الأمريكية، تأتي ضمن تقديم الدعم المادي والمعنوي لدولة الكيان العنصري، وللمحافظة على وجود هذه الغدة السرطانية المزروعة في قلب الوطن العربي، وعن حل الدولتين الذي كرره الرئيس بايدن، قال الأخ أبو حازم صحيح أن بايدن تحدث عن هذا الموضوع، ولكن بشكل عابر وبدون تقديم تصور لشكل هاتين الدولتين، والذي يعرفه بايدن أن هذا الأمر غير قابل لتحقيق.
وعن لقاء الرئيس بايدن مع ما يسمى رئيس السلطة الفلسطينية، أشار الأخ أبو حازم أن ذلك اللقاء الذي لم يتجاوز النصف ساعة وهذا يعبر عن الاستخفاف الذي توليه الإدارة الأمريكية بمحمود عباس وسلطته وقلة الاهتمام بموضوع حل القضية الفلسطينية .
وأردف الأخ أبو حازم: هناك داخل السلطة وعلى رأسها محمود عباس من لا زال يراهن على موضوع المفاوضات مع العدو الصهيوني، مع العلم أن كل قيادات الكيان لا تفكر بهذا الأمر ولا تولي له أي اهتمام بينما يتكالب أطراف السلطة ليلاً نهاراً بإعلانهم الاستعداد الفوري للدخول من جديد في تلك المفاوضات العقيمة.
وقال الأخ أبو حازم: أننا في محور المقاومة وكفصائل فلسطينية نرى أن تلك المفاوضات لم ولن تجلب إلا مزيداً من الدمار للقضية الفلسطينية وان الخيار هو خيار المقاومة والكفاح المسلح. ورداً على سؤال حول مغزى ونتائج زيارة بايدن إلى فلسطين المحتلة ولقاؤه محمود عباس، قال الأخ أبو حازم: في اللقاء القصير الذي جرى بين عباس وبايدن تقدمت السلطة بعدد من المطالب تمثلت بطلب عودة القنصلية الأمريكية إلى القدس الشرقية، والمحافظة على الطابع العربي الإسلامي للقدس وعدم تغير معالمها ، ووقف الاستيطان. وعن إعلان القدس الذي صدر بعد زيارة بايدن قال الأخ أبو حازم: أن ذلك الإعلان في جوهرة الدعم الكامل لدولة الكيان والمحافظة على وجودها واستقرارها مقابل إقامة تحالف عربي رجعي صهيوني ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.
وأضاف الأخ أبو حازم: أن ذلك الحلف (الناتو العربي) لن يكتب له النجاح وذلك لتخوف دول الخليج والسعودية من أنها ستدفع الثمن غالياً فيما إذا قامت أية حرب ضد إيران وأن دولة الإمارات مثلاً ستدفع في اليوم الأول من تلك الحرب إذا نشب مبلغ آلف مليار دولار، وهذا لن تكون بالأمر السهل.
وأشار الأخ أبو حازم: في موضوع هذا التحالف والحرب ضد إيران أن أمريكيا ستكون الخاسر الأكبر، وأن الكيان الصهيوني هو الوحيد الذي سيقف معها، أما باقي الدول الخليجية ستكون في منأى عن تلك الحرب التي ستجلب عليها الويلات.
وأضاف: أن إيران في تطور كبير وقوتها العسكرية في تطور وعلاقاتها السياسية مع الجوار ودول العالم في تحسن وتطور مستمر، ولن ترهبها التهديدات الأمريكية والصهيونية، وإيران تشكل الداعم الرئيس والمهم لدول محور المقاومة .
وفي رده على سؤال بخصوص دلائل ونتائج معركة وحدت الساحات.
قال الأخ أبو حازم: لقد حاول العدو الصهيوني توجيه ضربة قوية باستهداف حركة الجهاد الإسلامي وذلك عندما تم اغتيال عدد من قادته ومجاهديه، وتوجيه ضربات لمواقعه العسكرية في قطاع غزة وكان يأمل بان تكون تلك الضربات والاغتيالات صاعقة تؤدي إلى خلخلة البنية العسكرية والوجودية لحركة الجهاد، وذلك بالاستفراد بالحركة بعيداً عن مشاركة فصائل وقوى المقاومة، إلا أن ذلك لم يتم على الأرض، فقد كان الرد جامعاً من كل الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة مع بعض الاستثناءات ولبعض الحسابات الضيقه. إلا أن تلك المعركة والتي أطلق عليها (وحدة الساحات) أثبت أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة تقف وحدة واحدة في كل الساحات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية إلى داخل الأرض المحتلة عام 1948، إضافة إلى الإسناد من الخارج في المواقف والاستعداد للمساهمة والدخول في تلك المعركة من قبل محور المقاومة وخاصة حزب الله المقاوم في لبنان حتى وصل الاستعداد إلى اليمن والعراق والجمهورية الإسلامية كل ذلك أعطى الزخم والانتصار لتلك المعركة التي فشل العدو في تحقيق أهدافه التي كان يرمي إليها.
وحول موضوع المسار السياسي الذي لا زال ينادي به البعض من الساحة الفلسطينية.
قال ألأخ أبو حازم: لقد توصل الشعب الفلسطيني وبعد سنوات الطويلة من المفاوضات التي خاضتها السلطة مع العدو إلى استحالة الوصول إلى حل مع هذا العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة، وتيقن الشعب الفلسطيني أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الوحيد لدحر الاحتلال وتحرير الأرض.
وأضاف الأخ أبو حازم: أن هناك مناضلين نحترمهم في حركة فتح وهم تحت سلطة عباس، شاركوا في المقاومة وخاصة في جنين ونابلس ولم يلتزموا بقرارات محمود عباس، وشكلت كتائب الأقصى حالة ثورية وقدمت عدداً من الشهداء في المعارك والأحداث التي تلت معركة وحدة الساحات، مما يؤكد أن جموع الشعب الفلسطيني توحده الميادين وساحات النضال بينما المفاوضات التي لم تجلب له إلا مزيداً من التشرذم والضياع.
وفي سؤال إلى الأخ أبو حازم: حول الهدنة التي قامت مصر بالإعداد لها وطرحها.
قال الأخ أبو حازم: ليس هناك هدنة بمعناها الحقيقي، فالشعب الفلسطيني من حقه مقاومة المحتل الصهيوني الذي يحتل ويقتل ويعتقل ويدمر الحجر والبشر، لن يكون هناك شيء اسمه هدنة دائمة، ولن ينهي هذا الصراع مع العدو إلا بإنهاء وجودة من على أرضنا. ومحور المقاومة جاهز للدخول في المعركة إذا فرضت عليه ولن يتخلى أحد عن واجبه مهما علت التضحيات وكما قال السيد حسن نصر الله(أن كلفة المفاوضات والسلام أكثر من كلفة الحرب).
وختم الأخ أبو حازم: كل الأجيال في شعبنا الفلسطيني وكل قطاعاته وشرائحة وفي كل أماكن تواجده في فلسطين عام 1948، وفي الضفة وغزة والخارج يقف صفاً واحداً رافعاً شعار المقاومة والكفاح المسلح مدعوماً من محور المقاومة في سورية ولبنان وإيران وعينه على النصر الذي بات قريباً إن شاء الله.