الإعلام الصهيوني : لا يمكن تجاهل الإنجاز الذي حققته حركة الجهاد الإسلامي على مستوى الوعي

 ( مجلة فتح العدد – 755 )

بعد العدوان الأخير على غزة والتي صمدت فيه المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال ظهر خوف الكيان الصهيوني من القدرة التي تمتلكها المقاومة حيث ضجت وسائل إعلام العدو خلال الأيام الماضية بالتحليلات والإنجازات التي حققتها حركة الجهاد الإسلامي ، حيث تقول وسائل الإعلام الصهيونية إنّه «لا يمكن تجاهل الإنجاز الذي حققته حركة الجهاد الإسلامي على مستوى الوعي».

وتعليقاً على ذلك، قال العقيد في الاحتياط كوبي ميروم «للقناة الـ 13 الإسرائيلية»: « أعتقد أن ثمة إنجازاً على مستوى الوعي للجهاد الإسلامي ولا يمكن تجاهله»، مضيفاً أنّ «حركة الجهاد استطاعت إطلاق ألف صاروخ في 3 أيام، واستهداف وسط البلاد والقدس ومطار بن غوريون».

وأضاف ميروم: «حركة الجهاد استطاعت أن تطلق ألف صاروخ في 3 أيام، وتشوّش حياة عشرات آلاف الإسرائيليين، وهذا يجب وضعه على الطاولة عندما نتحدث عن إنجازات هذه العملية».

وتابع: « أعتقد أنّ هذه لن تكون صورة الحرب القادمة، فالتحدي يكمن في مواجهة حماس وحزب الله، لن تكون الحرب في ساحة واحدة بل ستكون في عدة ساحات، وأكبر بأضعاف، مع آلاف الصواريخ ضد الجبهة الداخلية ومئات الضحايا والأضرار»، معتبراً أنّ «هذه هي الصورة التي ستكون وليس التي كانت في الأيام الثلاثة الأخيرة».

وفي السياق، قالت وسائل إعلام «إسرائيلية» إنّ «حماس لديها قدرات أكثر بمئات المرات، ولحزب الله بألف مرة»، مشيرةً إلى أنّ «السيناريو المثير للقلق هو في مواجهة متعددة الساحات».

وحذّر نائب قائد فرقة غزة السابق العميد احتياط نيتسان نوريال، في مقابلة أجراها مع «الإذاعة الإسرائيلية» «104.5FM»، فقال:«تخيلوا ماذا سيحدث في مواجهة شاملة متعددة الجبهات. هذه دعوة إلى الاستيقاظ لأي شخص يعتقد بأنّ الثغرات في حماية الجبهة الداخلية ستنتظم وحدها».

وأشار إلى أنّ «للقبة الحديدية قدرات معينة محدودة»، معتبراً أنّه «في مواجهة متعددة الساحات، لا شك بأنّ مشاهد تساقط الصواريخ ستبدو مختلفة تماماً، ويجب الاستعداد لذلك».

بدوره، قال المتحدث السابق باسم قوات العدو الصهيوني آفي بنياهو «للقناة الـ 12 الإسرائيلية» إنّه «في المرة القادمة، لن يكون الأمر نزهة في الحديقة»، وأنّ الأمر «سيكون صعباً مع صواريخ دقيقة إلى تل أبيب سواءً مع المقاومة الفلسطينية وبالتأكيد مع حزب الله، وهذا سيؤدي إلى سقوط قتلى ومصابين ولفترة طويلة».

وبحسب بنياهو، فإنّه «يجب القيام بملاءمة مع توقعات الجولة، ففي المرة القادمة، لن يكون الأمر نزهة، لذا لا ينبغي لنا أن ننام مع أحلام وردية، وما حصل في عملية «بزوغ الفجر» كان ترويجاً صغيراً، ولن يكون على هذا النحو في الحرب المقبلة».

«هآرتس»: يجب إيقاف مسيرة الغباء«الإسرائيلية» تجاه غزة

بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الجهاد الإسلامي والكيان الصحافة تنتقد السياسة «الإسرائيلية» تجاه غزة، وتدعو إلى تبنّي مبدأ «الاقتصاد في مقابل الأمن».

دخلت، أمس، معركة “وحدة الساحات” بين حركة الجهاد الإسلامي و”إسرائيل” في مرحلة وقف إطلاق النار، التي أُعلنت في الساعة 23:30 من مساء الأحد.

العملية العسكرية، وبحسب افتتاحية صحيفة «هآرتس الإسرائيلية»، شكّلت (دليلاً آخر على الفشل الذريع في السياسة «الإسرائيلية» تجاه غزة)، إذ أصبحت جولات القتال العنيفة «أكثر تواتراً»، وبات «روتين حياةالإسرائيليين» «يُنتهك مرةً تلو أخرى»، بحسب الصحيفة.

وأشارت الافتتاحية، إلى أنه من أجل ما سمته «وقف مسيرة الغباء الإسرائيلية هذه»، في إشارة إلى السياسة «الإسرائيلية» تجاه غزة، يجب العمل في المرحلة الأولى على إعادة «إعمار غزة وتوسيع تراخيص دخول مواد البناء والبضائع، إضافة الى  تحسين الوضع الاقتصادي والمدني في القطاع»، باعتبار ذلك «مصلحة إسرائيلية» بالدرجة الأولى، بحسب «هآرتس».

وتضيف الصحيفة: «من المهم جداً، تغيير الإستراتيجية التي تعتمدها تل أبيب فيما يخص غزة، والعمل أولاً لتبنّي المبادرة التي قدّمها رئيس الحكومة الحالي، يائير لابيد، في شهر أيلول/سبتمبر عام 2021، والتي تقوم على مبدأ «الاقتصاد في مقابل الأمن».

المواجهات المستقبلية

مع انتهاء كل عدوان يقوم به الكيان الصهيوني على حركات المقاومة يخرج مهزوماً ويتلقى ضربات موجعة وفشلا ذريعا في اعتراض الصواريخ التي تطلقها المقاومة ونتيجة لذلك يسيطر الخوف والقلق على كيان الاحتلال الصهيوني، القلق والخوف الذي يخيم على قادة الكيان الصهيوني يظهر إلى العلن من خلال القنوات التي يمتلكها الكيان فبعد العدوان الأخير على غزة ظهرت تصريحات للكيان الصهيوني توحي بالخوف من الحرب القادمة والمواجهات المستقبلية مع أي حرب بينه وبين حركات المقاومة، حيث يقول الكيان الصهيوني إن الضربات التي ستوجهها حركات المقاومة ستكون على شكل صليات صاروخية، تتألف من 10 أو 20 صاروخاً، وهو ما يضمن زيادة احتمالات إصابة الهدف المستهدَف، ويضمن في الوقت نفسه إرباك منظومات الدفاع الجوي “الإسرائيلية”

الخوف من المواجهات مع حركات المقاومة يثبت أن المقاومة نجحت نجاحاً كبيراً، فالمقاومة خلال الإعتداءت الصهيونية السابقة لجأت إلى إطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ  تصل في بعض الأحيان إلى مئة صاروخ في غضون ثلاث دقائق فقط – في توقيتات متزامنة، ومن خلال زوايا منخفضة قدر الإمكان، الأمر الذي أثّر بصورة كبيرة في قدرة صواريخ منظومة «القبّة الحديدية» الدفاعية على اعتراض هذه الصواريخ، واستنزفتها على نحو مستمر، الأمر الذي سمح بمرور عدد من الصواريخ، ووصوله إلى أهدافه، وخصوصاً أن آلية تشغيل منظومات «القبّة الحديدية»، تعتمد بصورة رئيسية على انتخاب الصواريخ الأكثر تهديداً لعمق الكيان الصهيوني، ثم تصويب صاروخ أو اثنين عليها. وهي آلية تسمح بالتالي بعبور أعداد كبيرة من الصواريخ، وتستنزف في الوقت نفسه أعداداً مضاعَفة من الصواريخ الاعتراضية الباهظة الثمن.

ما هو الجديد في هذا العدوان، على صعيد «الأداء الإسرائيلي»؟

 

أولاً «مطلع الفجر» كانت حملة عسكرية استباقية تهدف إلى الردع، وليست ردة فعل على عمليات تعرض لها الكيان، مثلما كانت الحال حتى الآن في معظم الحروب والحملات العسكرية التي قام بها الكيان، بعد أن صعّدت حركة الجهاد من تحدِّيها للكيان ومن تحركاتها الميدانية، في إثر اعتقال بسام السعدي، أحد قادة الجهاد في الضفة الغربية.

ثانيا يكمن في تحييد حركة حماس ومحاولة دق إسفين بينها وبين حركة الجهاد. وبحسب القراءات «الإسرائيلية» بقيت حماس خارج المعركة، كما استُبعدت من اتصالات وقف إطلاق النار، التي جرت بوساطة مصرية، الأمر الذي شكّل تحدياً لصورتها كقائدة لـ«معسكر المقاومة»!

عند هذا الحدّ ينبغي أن نشير إلى ما قال به بعض الخبراء الأمنيين «الإسرائيليين»، ومؤداه أنه منذ حملة «حارس الأسوار» (أيار 2021) اتخذ الكيان «خطوات اقتصادية غير مسبوقة» إزاء غزة، تعتمد على 3 افتراضات أساسية: الأول، أن تحسين الوضع المدني سيقلّص من احتمال نشوب تصعيد، ولا سيما في ضوء تراكم رصيد مهم تتخوّف حماس من خسارته، وفي ظل الضغط الشعبي الذي سينشأ ضد أي طرف سيزعزع الوضع الأمني؛ الثاني، أن حماس هي المسؤولة الحصرية في جميع المجالات في قطاع غزة؛ الثالث، أن أيّ خرق أمني سيُواجَه بردّ عسكري شديد القوة، سيكون موجهاً، قبل أي شيء، ضد حماس.

وفقاً لخبراء «إسرائيليون»، في الحملة الحالية تصرف الكيان، عملياً، بصورةٍ تناقضُ هذه الاستراتيجيا التي وضعها، وهو ما أظهر فجوات عميقة فيها. وبرأي أحد هؤلاء الخبراء (وهو ميخائيل ميلشتاين، ضابط سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان») «خاضت إسرائيل مواجهة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، بينما وقفت حماس موقف المراقب، ولم تقُم بدورها في اتفاق التهدئة، فهي لم تتحرك ضد الجهاد عشية العملية، وعملياً، سمحت بنشوب المعركة، ولم تمارس ضغطاً كبيراً على التنظيم لوقف القتال. ولم تكن سياسة حماس نتيجة إكراه، بل كانت خياراً. ويبدو أن الدافع هو عدم الرغبة في الإساءة إلى صورة حماس، بصفتها أم المقاومة»

 

 

 

 

 

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

أكتوبر الأسود ودموع سموتريتش يفضحان خسائر الكيان

على الرغم من الرقابة العسكرية المشددة على النشر في الصحافة العبرية، التي لا تنشر إلا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار