بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية
الأخ الحاج عمار الموسوي عضو المكتب السياسي لحزب الله مسؤول العلاقات العربية
سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أكبري
الرفيق رضوان مصطفى أمين فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي
الأخوة ممثلي السفارات العربية والأجنبية الصديقة
الأخوة الضيوف جميعاً
أرحب بكم في معسكرنا هذا، معسكر الناصر صلاح الدين، محرر القدس ومنقذها من براثن الصليبيين، أرحب بكم في هذا المعسكر الذي خرّج آلاف المقاتلين والكوادر العسكرية والتنظيمية، كما تخرج منه آلاف الشهداء والجرحى، لأنه مصنع البطولة والنضال، مدرسة من مدارس الثورة الفلسطينية الممتدة من ستينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا.
فمنذ انطلاقة حركتنا في عام 1965، مازال القسم الذي أقسمنا عليه، لم يتبدل أو يتغير، فثورة حتى النصر هو شعار خالد حتى يتم تحرير فلسطين، وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ثابت من ثوابتنا الحركية، والكفاح المسلح هو طريقنا الذي لا نحيد عنه أبداً، وفي سبيل تحقيق تلك الشعارات قدمنا قوافل من الشهداء أمثال الأخ القائد أبو موسى وأبو علي إياد، وسعد صايل، وماجد أبو شرار، وأبو فاخر وغيرهم الكثير من الشهداء والذين لا مجال لتعددهم في هذا المقام.
أرحب بكم في مؤتمرنا هذا، المؤتمر السابع لحركتنا، والذي نسمي دورته باسم القائد الشهيد أبو موسى من أجل استمرار الثورة، ومن أجل الاستمرار في مسيرتنا النضالية حتى تحرير فلسطين.. كل فلسطين.
فبعد أن عاث به الإرهابيون فساداً طيلة الأعوام السابقة، محاولين تدميره وتغيير ملامحه وضرب القيم النضالية التي زرعها هذا المعسكر في قلوب وأفئدة أبناء شعبنا الفلسطيني، وبعد تحريره من قبل الجيش العربي السوري البطل استطعنا إعادة ترميمه وتأهيله ليؤدي دوره الذي اعتدنا عليه قبل الحرب على سورية، من تخريج لدورات الشبيبة وأعضاء التنظيم والكادر، إضافة إلى دورات المقاتلين والضباط.
أيها الأخوة الضيوف..
لقد تعرض معسكرنا هذا لهجمات الإرهابيين، كما تعرضت سورية العروبة بأكملها لمؤامرة كونية شاركت بها أكثر من مئة دولة عربية وأجنبية، من أجل ثني سورية عن مواقفها القومية والوطنية وفي المقدمة منها الموقف من القضية المركزية للأمة العربية (القضية الفلسطينية)، تلك القضية التي مازالت تعيش في عقول أبناء سورية وفي مقدمتهم الرئيس البطل الدكتور بشار الأسد الذي رفض كل الإغراءات والتهديدات في سبيل التخلي عن القضية، بل إنه زاد تمسكاً بها ودعمها وساندها مثلما فعل والده الراحل الخالد حافظ الأسد.
واليوم ونحن نخوض معركة طوفان الأقصى بكل إيمان واقتدار، استطعنا هز أركان العدو، لأنه لم يكن يتوقع من المقاومة الفلسطينية أن تقوم بعملية خاطفة وسريعة وتحرير لمستوطنات غلاف غزة، وأسر مئات الصهاينة، والسيطرة على جميع القواعد العسكرية، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من غلاف قطاع غزة باتجاه تل أبيب وغيرها، واستطاع المقاتل الفلسطيني من قهر وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وإذلاله وإرباكه، وبرغم ما يقارب من خمسين ألف شهيد ومئة ألف جريح وتدميره 85% من المنازل في غزة إلا أن شعبنا مازال صامداً لم يرفع الراية البيضاء ولم يستسلم.
إخوتي الضيوف..
إن مقاومتنا الفلسطينية لم تكن لتصل إلى هذا المستوى لولا دعم وإسناد محور المقاومة، ففي اليوم التالي لمعركة طوفان الأقصى فتح حزب الله جبهة إسناد، وقدم أنموذجاً رائعاً في الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وتقديمه لمئات الشهداء على طريق القدس، وضرب العديد من المواقع الإستراتيجية للعدو الصهيوني، إلى المقاومة اليمنية التي أغلقت باب المندب ووصلت صواريخها إلى إيلات، إلى العراق المقاومة الذي استطاع ضرب العديد من القواعد الأمريكية وصولاً إلى الكيان الصهيوني.
كما أن الدور الإيراني في دعم وإسناد المقاومة الفلسطينية كان له دوراً وتأثيراً كبيراً في تطوير قدرات المقاومة، ولا يمكن لنا أن نغفل الدعم اللوجستي الذي يقدم للمقاومة الفلسطينية، هذا إضافة إلى العديد من الشهداء الذين قدمتهم إيران على طريق تحرير فلسطين وأولهم الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقه، وذلك بفضل الطريق الذي خطه الراحل الإمام الخميني، وصولاً إلى مرشد الثورة الإيرانية السيد علي خامنئي دام ظله.
أما الحديث عن دور سورية، فإنها مازالت تقف شامخة صامدة في وجه المؤامرات التي تتعرض لها، فبرغم السنوات العجاف التي مرت عليها فهي لم تتراجع عن مواقفها المبدئية والثابتة، ومازالت تدعم المقاومة التي انطلقت من الأراضي السورية، ومازال جيشها الباسل يقدم أسطورة في التضحية والفداء التي قل نظيرها وذلك بفضل القيادة الحكيمة التي ينتهجها القائد الرئيس بشار الأسد.
أما على الجانب الفلسطيني فإن التنازلات والاتفاقيات لن تثني شعبنا من الاستمرار في ثورته حتى تحقيق النصر وهذا ملقى على عاتق القوى الفلسطينية بشكل أساسي، فعلينا جميعاً الالتفاف حول محور المقاومة، وأن نبقى على حالة اشتباك مع الكيان الصهيوني، وأن نعمل بكل طاقتنا من أجل العمل على استعادة منظمة التحير الفلسطينية إلى خطها الوطني على قاعدة التمسك بالميثاق الوطني الفلسطيني، وأن نرفض كل الصفقات المشبوهة التي يريد البعض من تمريرها على شعبنا الفلسطيني خلف ظهره، وسيكون النصر حليفنا بإذن الله، ولن يهزم شعب يمتلك الإرادة والعزيمة في تحرير أرضه واستعادة حقوقه.
التحية لأبناء شعبنا الفلسطيني داخل الوطن المحتل وخارجه
التحية لشهدائنا وجرحانا وأسرانا الأبطال
التحية لسورية الأبية بقيادة الرئيس المناضل الدكتور بشار الأسد
التحية لإيران الثورة بقيادة السيد علي خامنئي دام ظله
التحية لليمن الشقيق الذي يقف إلى جانب مقاومة شعبنا
التحية إلى المقاومة العراقية الباسلة وهي تخوض معركتها مع الشعب الفلسطيني
التحية إلى حزب الله المقاوم وأمينه العام السيد حسن نصر الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وإنها لثورة حتى النصر