البيان الختامي الصادر عن المؤتمر العام السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح/ الانتفاضة

 

في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها منطقتنا بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص، عقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح/ الانتفاضة/ مؤتمرها العام السابع، وذلك في يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر تموز لعام/ 2024م.

ولقد تركزت أعمال المؤتمر على مناقشة الأوراق السياسية المقدمة للمؤتمر من برنامج سياسي وتقرير سياسي، إضافة إلى النظام الداخلي للحركة، وإقرار التعديلات المناسبة عليها، وذلك بحضور مائة وستين عضواً يمثلون مختلف الهيئات واللجان والبنى الحركية المعتمدة في عموم ساحات العمل الحركي، كما جرى انتخاب الهيئات القيادية للحركة المكونة من اللجنة المركزية والمجلس الثوري.

وفي جلسات المؤتمر ناقش الأخوة مشروع التقرير السياسي الذي يكثف رؤية الحركة حول الأحداث والتطورات السياسية على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية وما يتعلق بها من مخاطر على صعيد القضية الفلسطينية والمخاطر التي تهددها، إضافة إلى المؤامرات التي يتعرض لها وطننا العربي وأمتنا جمعاء لمؤامرات التجزئة والتشرذم والتمزيق الحالي وصولاً إلى محاولة إخضاعها ونهب خيراتها، وتهديد الهوية القومية لأمتنا، من خلال طرح مخططات وخرائط سياسية جديدة على حساب وحدة الأمة العربية وهويتها.

كما ناقش المؤتمرون مشروع التقرير السياسي وأكدوا على مناهضة مشاريع التسوية والحلول التصفوية، واستمرار الثورة وحماية القضية الفلسطينية والعمل الجاد على استعادة منظمة التحرير الفلسطينية لخطها الوطني، والدور الملقى على عاتق الحركة في ذلك الإطار، كما أشار المؤتمرون إلى الدور الذي تقوم به الحركة في التفاعل مع تحالف القوى الفلسطينية والفصائل الأخرى في اللقاءات الثنائية والمؤتمرات الوطنية المنعقدة ومواصلة الصراع والاشتباك مع العدو الصهيوني الغاصب، وبذل الجهود من أجل بلورة مبادرات لبناء وحدة العمل الوطني الفلسطيني على قاعدة الثوابت الوطنية، إضافة إلى مشاركة الحركة في المنابر الوطنية والقومية والإسلامية لتعزيز التحالف مع تلك القوى التي تدعم المقاومة وتقف إلى جانبها.

كما ناقش المؤتمر مشروع البرنامج السياسي الذي أكد على رؤية الحركة للطبيعة التناحرية مع العدو الصهيوني، وأكد على جملة المبادئ والمنطلقات والأهداف والأسلوب  الذي تنتهجه الحركة من انطلاقتها في 1/1/1965م، وعلى تشخيص الواقع السياسي الفلسطيني العربي الراهن، ومن ثم تحديد المهام المركزية للعمل الحركي، وفي هذا السياق أكد الإخوة على تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، والعمل على بلورة المشروع الوطني الفلسطيني، وبناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية على أساس ميثاقها الوطني والارتكاز على المشروع الوطني الفلسطيني، والتأكيد على أن المرحلة التي يخوض غمارها أبناء شعبنا الفلسطيني هي مرحلة تحرر وطني يعتمد الكفاح المسلح إستراتيجية وليس تكتيك.

كما أكد المؤتمر على أن ما جرى في منطقتنا على صعيد ما سمي بالربيع العربي خلال العقد الأخير ليس سوى مشروع استعماري غربي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل مزيد من التفتيت العربي والعمل على دمج الكيان الصهيوني في جسم المنطقة العربية كي يصبح جسماً طبيعياً من خلال علاقات التطبيع الذي كان يخطط لها مع البعض في النظام الرسمي العربي، إلا أن صمود سورية وموقفها الحازم جيشاً وشعباً وقيادة غير كل تلك المعادلات، وذلك من خلال عشر سنوات عجاف عاشتها في ظل حصار ودمار وقتل تعرض لها أبناءها، وكل ذلك من أجل ثني سورية عن مواقفها الوطنية والقومية وخاصة موقفها من القضية الفلسطينية الذي بقي ثابتاً ولم تتراجع عنه القيادة والشعب السوري.

كما أشاد أعضاء المؤتمر بمحور المقاومة الذي تنامي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، من خلال اشتراك اليمن الشقيق في هذا المحور إضافة إلى الحشد الشعبي في العراق الذي وقف إلى جانب القضية الفلسطينية، هذا ناهيك عن مواقف بعض الدول العربية القريبة من المحور مثل الموقف الجزائري والتونسي، كما كان لهذا المحور الدور الهام والمساند للقضية الفلسطينية وخاصة في ظل معركة طوفان الأقصى، واشتراك جميع دول المحور من طهران تلك الدولة التي لم تبخل بتقديم المساعدة للمقاومة الفلسطينية إلى سورية قلب العروبة النابض الذي لم يتزحزح موقفها من القضية الفلسطينية في يوم من الأيام، إلى حزب الله الذي انخرط في المعركة في اليوم التالي للمعركة وفتح جبهة إسناد قوية ضد العدوان الصهيوني، إلى اليمن الشقيق الذي أغلق باب المندب في وجه الكيان الصهيوني والدول الداعمة له، إلى العراق الذي قام بتوجيه العديد من الضربات للقواعد الأمريكية والصهيونية.

وأفرد أعضاء المؤتمر مساحة كبيرة للنقاش حول معركة طوفان الأقصى والأهمية التي تجلت في تلك المعركة من مفاجآة الكيان الصهيوني وتحرير لبعض المستوطنات في غلاف غزة ودور المقاومة الفلسطينية الباسلة في تكبيد العدو الصهيوني العديد من الخسائر البشرية والمادية وصولاً إلى أسر مئات من الصهاينة، وصولاً إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة تساهم بها كافة القوى الوطنية الفلسطينية، وتداعيات تلك المعركة على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي، حيث أن تلك المعركة وصمود شبعنا الفلسطيني في القطاع قد غير الكثير من المزاج السياسي على الصعيد العالمي من خلال العديد من المظاهرات والاعتصامات ضد الكيان الصهيوني وسرديته المزيفة والكاذبة التي حاول سنيناً طوال على تمريرها على شعوب العالم.

بعد ذلك ناقش المؤتمر التعديلات المقترحة على النظام الداخلي وأقرها، حيث أكد الجميع على النهوض بالدور الوطني للحركة، والعمل الدؤوب في صفوف جماهير شعبنا الفلسطيني على قاعدة تثويرهم والتمسك بالثوابت الوطنية في أراضي الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948م، والشتات الفلسطيني والعمل الدائم على تقديم كل الدعم لمعركة طوفان الأقصى وتحقيق النصر في مشروعنا الوطني وتحرير الأرض الفلسطينية.

اختتم المؤتمر أعماله بانتخابات الهيئات القيادية المكونة من أحد عشر عضواً ومجلساً ثورياً مكوناً من اثنان وعشرون عضواً.

إن المؤتمر العالم السابع للحركة وهو يجدد العهد على مواصلة الكفاح والنضال من أجل تحقيق الأهداف الوطنية لشعبنا المتمثلة في التحرير والعودة، يتوجه بالتحية إلى جماهير شعبنا الفلسطيني في أرجاء الوطن المحتل كافة، لا سيما في قطاع غزة والضفة الغربية الذين يواجهون العدو الصهيوني بأجسادهم العارية، ويتوجه بتحية خاصة إلى أبناء شعبنا في قطاع غزة الصامد أنموذجاً في الصمود والثبات والإباء، كما يتوجه بالتحية لأبناء شعبنا في الشتات ونعاهدهم على المضي بالثورة والكفاح المسلح والتمسك ببرنامج التحرير والعودة، وكذلك يحيي قوى الصمود والممانعة في أمتنا وفي المقدمة منها سورية العروبة قيادة وجيشاً وشعباً على مواقفهم القومية الثابتة في احتضان القضية  الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة .

كما يتوجه بالتحية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية على مواقفها الداعمة للمقاومة الفلسطينية.

وتتوجه بالتحية إلى حزب الله ويحيي قيادته وأمينه العام وشهدائه الأبرار.

ويحيي المؤتمر الأشقاء اليمنيين ووقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية.

كما يتوجه المؤتمر بالتحية للمقاومة العراقية الباسلة التي تتصدى للمشاريع الأمر و صهيونية في منطقتنا.

التحية للأسرى والمعتقلين في زنازين العدو الصهيوني على صمودهم وإبائهم في مواجهة الجلاد الصهيوني.

التحية للشهداء الأبرار والشفاء العاجل للجرحى البواسل

وثورة حتى النصر

دمشق في12/7/2024م

اللجنة المركزية

لحركة التحرير الوطني الفلسطيني

فتح/ الانتفاضة

 

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

الأخ/ أبو عمر المصري يشارك في المؤتمر الصحفي للأمناء العامين

  شارك الأخ أبو عمر المصري عضو اللجنة المركزية، مسؤول الإعلام والدراسات الفلسطينية في حركة …

آخر الأخبار