وخزات سياسية

 

وخزات سياسية

( مجلة فتح العدد – 755 )

ونحن نستذكر في هذه الأيام قمة الخرطوم العربية والتي عقدت بتاريخ 29/8/1967، والتي سميت بقمة اللاءات الثلاث (لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض) مع العدو الصهيوني، وبين قمم هذه الأيام والتي تسمى قمم (السلام الإبراهيمي) حيث كان العدو عدواً والصديق صديقاً ولا خلط بين الطرفين تحت مسميات الرأي العام الدولي، والتوازن الدولي وغيرها ممن تبرر الجلوس مع أعداء الأمة.

قمة الخرطوم التي لا تنسى أبداً من الذاكرة العربية، حين اجتمع الرؤساء العرب على موقف عربي موحد، حيث شكل ذلك القرار دستوراً سياسياً لكل الأنظمة العربي بنتائجه التي أكدت على وحدة الصف العربي، ووحدة العمل المشترك ضد الكيان الصهيوني وغيرها من النتائج المبهرة والتي كانت بجهد واضح من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

لقد كان من أبرز نتائج قمة الخرطوم أن الأراضي المحتلة هي أراضي عربية ويقع أمر استردادها على الدول العربية جمعاء، واليوم تركوا الفلسطينيين لوحدهم في معركتهم ضد الكيان الصهيوني من قبل الأنظمة العربية، هذا إذ لم تتآمر تلك الدول على القضية الفلسطينية وتعمل على تصفيتها، والتسليم للعدو الصهيوني بأنه صاحب الأرض الشرعي لفلسطين.

إن القمم العربية في السابق كانت حدثاً جماهيرياً ضخماً، حيث كانت الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج تنظر لذلك الحدث بأنه مفصل أساسي في الحياة السياسية العربية حيث كانت تكرس كل وسائل الإعلام لنقل وقائع ذلك الحدث، والطلاب يصطفون على طرفي الطريق من أجل الترحيب بالزعماء العرب، وكانت المدن العربية تتزين انتظاراً لمواكب القادة العرب.

أما اليوم فإن القمم العربية تعقد على عجل يوم ونصف فقط، ومن ثم يأتي البيان الختامي الذي لا لون له ولا طعم، مجرد صف كلمات خالية من أي موقف أو مضمون، والأهم من كل ذلك أن العدو الصهيوني لم يعد عدواً، بل إنه جار وصديق مرحب به في معظم العواصم العربية حيث تعقد اللقاءات معه والاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادي وغيرها على الملأ وليس كما كان يجري سابقاً تحت الطاولة أو في السر.

رحم الله تلك الأيام التي كنا نرى بأن القمم العربية سوف تحرر فلسطين، وأن الرؤساء  العرب حريصون على فلسطين حرصهم على أوطانهم، واليوم تبخر كل ذلك ولم يعد شيئاً منه، فلم تعد فلسطين فلسطيناً إلا في ذهن وعقول المناضلين الفلسطينيين ومحور المقاومة.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

خطة بن غفير لمواجهة الفلسطينيين في القدس وداخل فلسطين المحتلة 84

(عن مركز مدار للدراسات الإسرائيلية بتصرف) (مجلة فتح العدد – 758) عسكرة المدنيين «الإسرائيليين» بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار