بقلم: ياسر المصري
عضو اللجنة المركزية
بعد مجزرة مخيم النصيرات، وتحرير ثلاثة أسرى صهاينة وقتل ما يقارب مئتان وسبعون شهيداً فلسطينياً، إضافة إلى مقتل ثلاثة أسرى صهاينة وقائد وحدة اليمام الصهيونية، ما الذي جناه الكيان الصهيوني من تلك المقتلة، وما انعكاس ذلك على المستوى الداخلي والدولي، وخاصة أن الكيان يعيش أزمات خانقة منذ السابع من أكتوبر، فهل يعتبر الذي جرى انتصاراً للعدو أم أنه تكريس لفشل عسكري غير قادر على الخروج منه.
فبرغم المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني بدعم مباشر من وحدات كوماندوس أمريكية، وبرغم سقوط مئات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الفلسطيني، إلا أن الخسارة مازالت تخيم على العدو الصهيوني، فهناك أحد الصهاينة يقول بأنه إذا بعد ثمانية أشهر حررنا ثلاثة أسرى، فكم من الوقت نحتاج إلى تحرير مئة وعشرين أسيراً، وهناك آخر يقول بأنه بعد ثمانية أشهر من المعركة حققنا تحرير ثلاثة أسرى فكم من السنين نحتاج إلى تحرير الآخرين، وهناك قائل أيضاً مقابل ثلاثة أسرى سقط لنا أربعة قتلى فمن الرابح في تلك المعركة.
لكن الضربة المؤلمة لنتنياهو كانت استقالة غانتس وايزنكوت وقائد الفرقة العسكرية في غزة، وخاصة أن غانتس وايزنكوت هما عضوين في حكومة الحرب الصهيونية، وإن كانت حكومة نتنياهو ليست معرضة للانهيار باستقالة غانتس إلا أن ذلك سوف يؤثر على السكان الصهاينة وخاصة أهالي الأسرى الذين قتلوا والذين مازالوا في سجون المقاومة، لذلك سنشهد في الأيام القادمة تزايد المظاهرات التي تطالب نتنياهو بوقف الحرب والموافقة على صفقة المفاوضات.
وبكل الأحوال فإن الدم الفلسطيني الذي أُريق في مخيم النصيرات، هو دم طاهر لن يذهب سدى، بل إن المقاومة الفلسطينية وما تقوم به من عمل رائع يرفع رأس الفلسطيني خصوصاً والمقاومين عموماً، سوف يحقق الانتصار على العدو الصهيوني قريباً جداً.
ومن يعتقد بأن نتنياهو سوف يتأثر باليمين المتطرف الذي يمثله سموترش وبن غفير فهذا ضرب من الخيال لأن نتنياهو هو أكبر المتطرفين الصهاينة فلا يمكن أن يتأثر بأحد، وبأنه هو القاتل لأبناء شعبنا وهو الرافض لكل الصفقات وهو المحرض الأول على ارتكاب المجازر، وهو الذي يقود المعركة العسكرية، فبعد ذلك هل من متطرف أكثر من نتنياهو.
وفي نهاية القول بأن إطلاق سراح ثلاثة أسرى ليست نهاية المعركة مع العدو الصهيوني، فهناك ما يقارب المئة وعشرون أسيراً مازالوا إلى الآن في أيدي المقاومة الباسلة، والتي لن تفرج عنهم إلا مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، والدم الذي سال في مخيم النصيرات سيبقى رمزاً لكل المقاومين وبأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.