النكبة الفلسطينية بين الأمس واليوم

بقلم: ياسر المصري

           عضو اللجنة المركزية

ست وسبعون عاماً من النضال والصمود، وشعبنا الفلسطيني يقاوم ويقاتل، لم يكل أو يمل أو يتنازل عن حبة تراب من وطنه الغالي، أو ينسى جرحه الغائر في أعماق جسده الممزق، فما زالت ذكريات النكبة حاضرة في وجدان أبناء فلسطين، يتناقلها الآباء والأبناء، عندما تم تشريد أبناء شعبنا خارج وطنهم وأصبحوا لاجئين في أصقاع الدنيا.

إنها المؤامرة الدولية التي حيكت على أبناء شعبنا، فمنذ وعد بلفور والدول الغربية مجتمعة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهي تنسج خيوط تلك المؤامرة من خلال جلب المستوطنين تحت ذريعة أرض الميعاد وإقامة الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني الذي ما زال لاجئاً بأوضاع بائسة وفي مخيمات اللجوء، دون أن يكون له هوية وطنية واحدة.

ولم يكن شعبنا الفلسطيني راضياً بمغادرة منزله وأرضه، لولا التآمر العربي في ذلك الحين، حين أُقنع بأنها فقط أيام قليلة وسوف يعود إلى أرضه، وبقي هذا الوعد أكثر من ست وسبعون عاماً وشعبنا مازال ينتظر العودة، ولكن هيهات أن يعود شعبنا الفلسطيني في ظل وجود البعض من النظام الرسمي العربي يطبع مع الكيان ويعترف به ويقيم العلاقات ويفتح السفارات ويستقبل مسؤولي هذا الكيان المجرم.

ولكن الشعب الفلسطيني الذي أدرك مبكراً تلك المؤامرة عليه وعلى أرضه وهويته ومستقبله، قام بالعديد من الثورات رفضاً لتلك السياسات العربية، حيث تمرد على هذا الواقع وشكل هوية ثورية مقاتلة في عام 1965، وإلى الآن يخوض المعارك والانتفاضات والهبات من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته.

وها هو السابع من أكتوبر يعيد مجد الشعب الفلسطيني، ويفجر الأرض تحت أقدام الغزاة الصهاينة، ويعيد القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات العالم، بعد أن تناسى البعض تلك القضية وتحديداً بعد اتفاق أوسلو الكارثي، الذي رهن القضية الفلسطينية لأعداء الشعب الفلسطيني وفي المقدمة منهم الكيان الصهيوني الذي تفرد بالسيطرة على الضفة والقطاع والقدس وأصبح يجاهد من أجل إلغاء وكالة الغوث من أجل طمس معالم جريمته، ومن أجل حرمان أبناء الشعب الفلسطيني من العودة إلى وطنهم.

إلا أن الشعب الفلسطيني يقول وبعد ست وسبعون عاماً من النضال والمقاومة بأنه لن يتراجع قيد أنملة عن استعادة حقه في وطنه، وها هي الثورة الفلسطينية تستعيد أمجادها في الضفة والقطاع، ويتحمل شعبنا الصامد المأساة الكبيرة من مجازر ودمار في سبيل فلسطين، لأنه يؤكد في كل يوم بأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين، وأن البندقية هي الخيار لعودة أبناء شعبنا ، وبأنه يرفض كل أشكال المساومات والتنازلات والاتفاقيات على حقه.

ولأنه مؤمن تمام الإيمان بحقه الذي لن يضيع هدراً، ولن يضيع حق وراءه مطالب مادام هناك طفل يرضع، وشيخ لن يركع، وأم تنجب أطفالاً مقاتلين سوف يعود الحق لأبنائه الأصليين.

وإن غداً لناظره قريب.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

زلزال طوفان الأقصى..المناخ الدولي والإقليمي

 (مجلة فتح العدد – 769) لم يكن حدثًا عاديًا، ذلك العبور العظيم الذي بدأت به …

آخر الأخبار