صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تتحدث عن إخفاقات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ عودته إلى السلطة، وتشير إلى أنّ نتائج إخفاقاته “قاسية” وأصبحت “واضحة على جميع الجبهات”.
تحدّثت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في مقالها الافتتاحي، اليوم الاثنين، عن إخفاقات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ عودته إلى السلطة، متسائلةً عمّا إذا كانت “إسرائيل” ستحتفل بيوبيل المئة سنة بفعل هذه الإخفاقات.
وفي التفاصيل، ذكر المقال أنّ “نتنياهو وعد، قبل 7 سنوات، بفعل كل شيء دفاعاً عن إسرائيل، حتى تصل إلى الذكرى المئوية لتأسيسها”، لكنّه كالعادة، “فعل عكس ما وعد به، وبدلاً من الدفاع عنها، عمل على إضعافها وتفكيكها، حتى أنّ وجودها أصبح موضع شك لأول مرة”.
وأضاف المقال أنّ “مهمة نتنياهو منذ عودته إلى السلطة كرئيس لحكومة الكاهانيين والحريديم، كانت تفكيك النظام، مُستخفاً بالتحذيرات من أنّ التعديلات القضائية ستضعف إسرائيل، وستشعل حرباً متعددة الجبهات”، حيث “مشى وعيناه مفتوحتان إلى الفخ الذي نصبه له زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، في 7 تشرين الأول/أكتوبر”.
و”منذ اللحظة التي اندلعت فيها الحرب، ركّز نتنياهو على بقائه السياسي كهدفٍ أعلى”، وفق “هآرتس”، التي أشارت إلى أنّه “يرفض تحمّل المسؤولية عن الفشل، ويستمر في تقسيم الجمهور وإثارة النزاع فيما بينه ودفع الانقلاب على النظام، ويقود إسرائيل إلى مواجهة كارثية مع الولايات المتحدة من خلال رفض أي تسوية سياسية لليوم التالي، والإصرار على العمل في رفح”.
وعليه، أكّدت الصحيفة، في مقالها، أنّ “النتائج القاسية لتسيّب نتنياهو واضحة على جميع الجبهات”، فالأسرى الـ 132 لا زالوا لدى حماس، وقد “جرى التخلي عن مستوطنات الغلاف والحدود اللبنانية، وليس معلوماً ما إذا كان سيستوطنها إسرائيليون مرةً أخرى أو متى، وقد أُغلق طريق الشحن الحيوي إلى إيلات، وتوقفت شركات الطيران الدولية عن تسيير رحلات إلى مطار بن غوريون”.
وبالإضافة إلى ذلك، “انخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، فيما العجز والتضخم على وشك الانفجار”، كما أنّ “إيران أطلقت مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة على إسرائيل، التي عجزت عن الدفاع عن نفسها بمفردها”، وتابعت أنّ “إسرائيل متهمة اليوم بالإبادة الجماعية، ونتنياهو مرشّح لمذكرة توقيف دولية، بالتزامن مع إيقاف الرئيس الأميركي جو بايدن شحنات أسلحة إلى الجيش الإسرائيلي”.
ورأت الصحيفة أنّه “لا يزال بإمكان نتنياهو اتخاذ خطوة حيوية لإنقاذ إسرائيل، إذ يجب عليه الاستقالة، وتحمل المسؤولية عن كارثة 7 أكتوبر وإخفاقات الحرب، وتحرير إسرائيل من ويلات حكومة الفظائع التي أقامها”.
وخلُصت إلى القول إنّه “بهذه الطريقة فقط، ستكون هناك فرصة لوقف الحرب وإعادة تأهيل إسرائيل وعلاقاتها الخارجية، حتى تتمكن من الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها”.
وفي السياق ذاته، أوصى قادة كبار في المؤسستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، حكومة نتنياهو بعقد صفقة تهدئة شاملة.
وقال قادة إسرائيليون كبار إنّ “توصيتنا للحكومة الآن، الوصول إلى صفقة تهدئة شاملة في قطاع غزّة، مع بقاء رئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار حالياً، وإعادة كل الأسرى الإسرائيليين، وإجراء تهدئة في الشمال مع حزب الله”.
وسبق أن ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أنّ هذه الحرب ستظل إلى الأبد محفورة في الوعي بأنّها “الحرب الفاشلة”، وأنّ اسم نتنياهو سيظل “رئيس حكومة الفشل”.
ويواجه نتنياهو رفضاً إسرائيلياً حاداً، بحيث يتظاهر الإسرائيليون بصورة شبه يومية ضده وضد حكومته، مطالبين بإسقاطها وإجراء انتخابات مبكرة، وبإبرام صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة.