بقلم: ياسر المصري
عضو اللجنة المركزية للحركة
تعجز الكلمات من التعبير عما يجول في الخاطر من رثاء لك أيها المقاوم ، بعد أن فارقتنا وأصبحت في
عالم آخر، سرمدي لا نهاية له، وهذا هو حالنا جميعاً، لا نملك سوى التضرع إلى السماء بالرحمة
والمغفرة .
مهما حاولت البحث عن كلمات تعطيك حقك، فمن الصعوبة أن أجد تلك الكلمات، لأنك كنت الأخ
الوفي والصديق المخلص، والخل الرائع، وحبيب الجميع، تلقائي، عفوي، بسيط، كريم الخصال
والسجايا، لا يمكن مقارنتك بأحد، فأنت رجل في زمن عز الرجال به.
فالموت هو الحقيقة الخالدة، وهو حق علينا جميعاً، ومع أننا نؤمن بأن الحياة فانية، وإننا جميعاً سندفن
يوماً تحت التراب، لكن هناك غصة في القلب لفقدانك، ورحيلك عنا، الذي يشبه الرحيل عن الأوطان…
هو الفراق هو الألم الأصعب على الإطلاق.
فما زالت كلماتك ترن في أذني، وأنا أسمع مواقفك الرائعة حين تتحدث عن فلسطين، وعن العمل
الوطني، وما يجب أن نقوم به من أجل إنجاز عملية التحرير، وكيف تعلّم المناضلين التمسك بالوطن
وعدم التفريط به مهما طال الزمن، وكثرت التضحيات.
ما أصعب موت الأحبة لأنه يوجع الأحياء، وفراق من هم قريبون من القلب.
وحدهم الذين يموتون في عينيك لا يعودون للحياة فيها أبداً، فلقد سألت الحياة الموت يوماً، لماذا أغلب
الناس يحبونني ويكرهونك كثيراً، أجاب الموت لأنك كذبة جميلة، وأنا حقيقة مؤلمة.
فسلام عليك يا أخي أبا عمار، سلام عليك يوم ولدت ويوم تبعث حيا، فأنت باقٍ فينا لا يمكن نسيانك أبداً،
فإلى جنان الخلد وإلى النعيم المقيم بإذن الله.