حديث الوطن: الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة لا يزالان على خط النار

الأخ/ ياسر المصري/ عضو اللجنة المركزية للحركة

                        مسؤول الإعلام والدراسات

(مجلة فتح العدد – 76)

بعد عدة أشهر من القتال على جبهة قطاع غزة، مازالت المواجهات مستمرة، ومازالت المقاومة تقوم بواجبها على أكمل وجه، من تدمير للدبابات الصهيونية والمدرعات والجرافات والكمائن، برغم حجم الدمار الهائل، وسفك دماء أبناء شعبنا الفلسطيني وجوعهم، ونقص الدواء والغذاء، وبرغم التهجير القسري لهم، إلا أنهم مازالوا صامدين، لا يعرفون الاستسلام أو رفع الراية البيضاء لعدو غادر وجبان، ولا تزال الشوارع تغص بالمتظاهرين وخاصة في أوروبا وأمريكا، حيث أن الرأي العام العالمي يرفض القتل اليومي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء والشيوخ في أوساط أبناء شعبنا، وبعد عدة جولات من المفاوضات الغير مباشرة بين المقاومة والعدو الصهيوني، والتي لم تسفر عن أي شيء يذكر، مازالت الأمور تراوح في مكانها لا تتقدم، لا على الصعيد الإغاثي الإنساني أو وقف العدوان أو تبادل الأسرى.

ومع أن هذه المعركة هي أشرس المعارك التي خاضها شعبنا الفلسطيني من حيث المدة الزمنية الطويلة والتي تصل إلى أكثر من خمسة أشهر، ومن حيث الدمار الذي يصل إلى 85% من المنازل والمؤسسات الحكومية والتعليمية والمشافي، بينما أطول معركة خاضها العدو الصهيوني في عام 1982، فكانت ما يقارب الثلاثة أشهر عند حصار بيروت، إلا أن معركة طوفان الأقصى كانت الأقسى على شعبنا، وذلك نتيجة حالة الهستيريا التي أصابت العدو الصهيوني في السابع من أكتوبر عندما انقضت المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني ومرغت أنفه في التراب، وحطمت أسطورته العسكرية والأمنية وافقدته توازنه السياسي  والاجتماعي، لذلك أراد أن يثأر لنفسه ويعيد هيبته التي فقدها على أيدي المقاتلين الفلسطينيين.

لقد وضع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بنك أهداف، عندما أراد أن يجتاح قطاع غزة برياً، أولى تلك الأهداف اجتثاث المقاومة من القطاع وقتل القادة الفلسطينيين، والثاني تحرير الرهائن الذين خطفوا على أيدي المقاومة والمقدر عددهم بـ 240 رهينة، والثالث تهجير أبناء شبعنا الفلسطيني إلى خارج القطاع وتحديداً إلى سيناء المصرية، ولكن بعد تلك الأشهر لم يستطع تحقيق أي هدف من بنك الأهداف التي وضعها، وفي ذلك خسارة كبيرة للكيان الصهيوني الذي يدمر ويقتل دون أي نتيجة تذكر.

ومع أن الدعم الأمريكي والغربي للعدو الصهيوني منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، حيث جاء بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وبلنكن وزير خارجيته، وزير دفاعه ووليم بيرنز مسؤول الـ (CIA) وما يقارب 2000 جندي من المارينز الأمريكي إضافة إلى البوارج الأمريكية والأسلحة الفتاكة، وبالرغم من كل ذلك لم يستطيع الكيان تحقيق أي هدف من أهدافه، لذلك يمكن القول بأن الكيان الصهيوني مازال خاسراً لتلك المعركة.

وهنا يمكن التأكيد على أن المفاوضات واللقاءات التي تجري في باريس والقاهرة والدوحة وغيرها من دول العالم، لا يمكن أن تفضي إلى شيء إذا لم يتحقق للمقاومة الفلسطينية بعضاً من حقوق شعبنا الفلسطيني وفي المقدمة منها تبييض السجون الصهيونية من الأسرى الفلسطينيين وخاصة الأسرى ذوي الأحكام الطويلة، ووقف القتال، إضافة إلى وصول المساعدات الإغاثية، وإعادة إعمار غزة، عند ذلك يمكن للمقاومة أن توقف القتال.

أما فيما يتعلق بلقاء موسكو، فهو لقاء من حيث الشكل شيء جيد، أما من حيث النتائج فيمكن القول بأنه كسابقته من اللقاءات لم يصل إلى الغاية المرجوة منه، وذلك لسبب رئيس أنه لم يشمل كل القوى، ولأنه يفتقد إلى أي برنامج عمل لإعادة لم الشمل الفلسطيني على قاعدة المقاومة وإسقاط اتفاق أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، إضافة إلى مسألة في غاية الأهمية ألا وهي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الميثاق الوطني.

وفي كل يوم نسمع عن التخبط في الكيان الصهيوني، ذلك التخبط منذ السابع من أكتوبر إلى يومنا هذا، إذ أن الطبقة السياسية تحاول جاهدة الخروج من ذلك المأزق ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وخاصة بين بيني غانتس الذي ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، دون إذن مسبق من ننتياهو، وحتى وزير الدفاع الصهيوني غالانت على خلاف كبير مع رئيس الوزراء، وكذلك في معسكر نتنياهو هناك تباين مع بن غفير حول الصلاة للمسلمين في المسجد الأقصى، إضافة إلى أهالي الأسرى والذين يريدون صفقة لإطلاق سراح ذويهم، ومما زاد الطين بلة هو عدم موافقة الصهاينة الذين هجروا من الشمال الفلسطيني وجنوبه العودة إلى منازلهم.

وفي خضم كل ذلك نرى بأن الشعوب العربية والغربية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وضد المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحقه، وأن الرأي العام الذي كان مؤيداً لكل سياسات العدو سابقاً، تحول الآن إلى مدافع عن القضية الفلسطينية، وذاك شيء ايجابي يسجل لصالح قضيتنا التي تناسى عنها العالم طيلة السنوات السابقة، إلا أنها عادت بقوة على السطح السياسي من حيث التعاطف والتأييد لها.

ويمكن القول بأن شعبنا الفلسطيني الذي يخوض معركة شرسة مع الكيان الصهيوني، يقف خلفه محور المقاومة، إيران الإسلامية قائدة محور المقاومة، واليمن الشقيق بإغلاقه باب المندب في وجه البواخر البريطانية والأمريكية، وحزب الله في لبنان الذي فتح معركة مهمة في الجنوب اللبناني مازالت تشكل داعماً للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إضافة إلى سورية التي مازالت على موقفها المؤيد لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، وفي الجبهة العراقية يقف المقاومون بطائراتهم المسيرة في قلب المعركة.

عن علي محمد

مدير التحرير

شاهد أيضاً

الأخ أبو حازم يبرق مهنئا سماحة الشيخ نعيم قاسم بانتخابه أميناً عاماً لحزب الله

الأخ/ المجاهد سماحة الشيخ نعيم قاسم      حفظه الله                        الأمين العام لحزب الله السلام عليكم …

آخر الأخبار