( مجلة فتح العدد – 752)
لأنها القدس في المبتدأ لتجتمع لها كل أقانيم القداسة، وكل بلاغة المعجزات، جغرافيا وتاريخ وإنسان، لتصبح قضية القضايا وتتوج بإعلان الجمعة الأخير من شهر رمضان الذي أطلقه الإمام الخميني (قدس)، إعلاناً لعالمية القدس وضرورة تحريرها من الغزاة.. القدس في الراهن وهي تواجه قطعان المستوطنين وعشرات الجنود الغزاة المدججين بالأحقاد التوراتية، والأوهام والخرافات هي من تعيد القضية الفلسطينية كلها إلى المربع الأول، وها هو خط الدفاع عنه المرابطون والمرابطات الذين يذودون عنه بكل ما امتلكوا من قوة للحق في مواجهة حق القوة، من جعلوا دمائهم سياجاً لمقدساتهم، وأولئك المقاومون المقاومون الذين لم يكلوا عن استنزاف قطعان المستوطنين بكل ما امتلكوا من وسائل ليسطع فجر المقاومة عالياً عالياً في نهارات فلسطين.. القدس قضية أحرار الأمة ومناضلها وليست فقط قضية الشعب الفلسطيني، وهي هوية النضال المشروع الذي يجترح كل الوسائل لتبقى القدس عاصمة القلوب وراية الاستنهاض الجمعي، لأعدل قضية عرفها التاريخ، فهل يعيدنا ما يجترحه المقاومون والمرابطون الأبطال، إلى أن نكون بمستوى القضية.. قضية القدس ووهجها في الوجدان والضمائر والإرادات والوعي التاريخي.. هي لحظة الاستحقاق الكبرى والنهائية لاستعادة فلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها، فلسطين التاريخية التي لابد لشمسها أن تسطع ولابد لأقمارها أن تعلو، هم الشهداء الأحياء والشهود الذين ما انفكوا أن يكونوا خط الدفاع الأمامي عن شرف وكرامة الأمة.